تخطى إلى المحتوى

الصهيونية المتآمرة على العرب والإسلام قديمة وموغله في القدم

    لا أعتقد بأن أي جزء من العالم قد تعرض في تاريخه القديم والحديث لحروب داميه. وفتن ومؤامرات تكيد لشعوبه.. مثلما تعرض له العالم العربي.. والسبب فيما أعتقد. هو وجود الأطماع الصهيونية في هذه المنطقة منذ زمن.. طويل…ومن يستقرئ التاريخ الإسلامي.. ويتأمل أسباب.. ونتائج الحوادث الدامية التي عرفت في هذا التاريخ.. منذ الفتنه الكبرى بمقتل خليفه المسلمين سيدنا عثمان رضي الله عنه.. والهجوم التتري والمغولي على بغداد.. والحروب الصليبية والصراعات الدموية العقائدية التي حدثت فيه.. سوف يدرك بحدسه.. إن هذه الأحداث كانت تستهدف أضعاف الحكم القوي المسيطر على هذه المنطق.. ومحاوله إحباط القوة الروحية الموجودة في أهلها.. ويدرك بأن اليهودية المعادية للإسلام (أي الصهيونية).. قد يكون لها دور خفي في إثارة الفتن المؤدية لتلك الحروب الدامية.. لهدف بعيد المدى.. هو تحقيق إقامة دوله صهيونيه.. عنصريه في فلسطين..

    ومن يستقرئ التاريخ الإسلامي.. أيضاً.. يجد بأن الشعوبية الحاقدة على العرب.. والمذاهب الهدامة.. والأفكار المنحرفة عن العقيدة الإسلامية لم تكن لتوجد في هذه المنطقة بهذا القدر والاستمرارية لو لم يكن للصهيونية أطماع في منطقتنا العربية..!!

    قد يكون للشعوبية نزعه قوميه بطبيعة الحال.. وقد يكون لزعماء المذاهب السياسية المعارضة للحكم الإسلامي القائم مصلحه ذاتيه في إضعافه وتقويضه.. ولكني أعتقد بأن الفكر اليهودي المعادي للإسلام كان يغذي هذه الطموحات القومية والنزاعات السياسية وقد يكون للفكر اليهودي تأثير في فلسفه تلك المذاهب.. المخالفة للشريعة الإسلامية ومحاوله جعلها مخالفه للحكومة الإسلامية دائماً.. ونزعه للخروج على السلطة الشرعية القائمة في هذه المنطقة.. لفتره طويله من الزمن..

    ويخطئ من يظن بأن (الصهيونية) لم تولد إلا على يد المفكر الصهيوني.. هيرتزل.. فالصهيونية منذ زمن بعيد موجودة في العالم العربي والإسلامي ولكنها كانت تعمل بخفاء. وتخطط بصمت.. ونفس طويل يوحي من عقيده دينيه مستمده من تعاليم (تلمودية) عنصريه قديمة معاديه للأممية

    إلى الشعوب التي لا تدين باليهودية.. وتعيش في هذه المنطقة!!

    ولما كانت الصهيونية لا تستطيع تحقيق إنشاء هذه الدولة في فلسطين بالقوة بسبب قلة عدد اليهود.. وتشتت أتباعها في الأرض فقد اعتمدت فكره زعزعه الحكم الإسلامي القوي الموجود في المنطقة بالفتن الداخلية.. وإغراء أو تحريض القوى الأخرى بأساليب كثيره دينيه.. وسياسيه.. واقتصاديه تتفق مع طموحات وأطماع هذه القوى لغزو المنطقة وإضعاف الحكم فيها.. كما حصل في الحروب الصليبية مثلاً.. زمن ثم تسعى لإضعاف القوة المستجدة.. حتى يتحقق الفراغ السياسي الذي تنشده.. وتخطط له..

    وحمله نابليون على مصر التي تشيد بها الأبواق المخدوعة.. يعتقد بعض الباحثين في التاريخ أنها كانت بوحي من الصهيونية وبمساعدتها تخطيطا.. ومعلومات ودعاية.. وأن الهدف من الحملة النابليونية.. هو الوصول إلى الأماكن المقدسة في فلسطين.. ولكنها فشلت عند وصولها إلى (عكا) كما هو معروف في التاريخ.. لأن الإنجليز في ذلك الوقت كانوا يخشون تهديد الدولة الفرنسية لمستعمراتهم في الشرق.. أو التحكم في الطرق المؤدية لها.. ولإن الدولة العثمانية حينذاك كانت قوية..

    وعندما ضعفت هذه الدولة المسلمة. أعلنت الحرب العالمية الأولى عليها بالاتفاق مع فرنسا المنافسة لها.. وبالتواطؤ مع الصهيونية العالمية لهزيمتها.. أي لهزيمة الدولة العثمانية.. وتاريخ الدولة العثمانية بالنسبة لعلاقتها بالعالم العربي في تلك الفترة حافل بشواهد تشير لهذه الحقيقة.. وهي التآمر الصهيوني على الحكم الإسلامي القوي المسيطر على شمال الجزيرة العربية.. ونتيجة لهذا التآمر أصبح هذا الجزء من العالم العربي بعد الحرب العالمية الأولى مناطق نفوذ لهاتين الدولتين.. وأصبحت فلسطين تحت الانتداب البريطاني..

    ومن المعروف بأن بعض رجال السياسة في هاتين الدولتين.. في ذلك الوقت كانوا بعض رجال السياسة في هاتين الدولتين.. في ذلك الوقت كانوا يهوداً وصهاينة متعصبين لفكره إنشاء دولة إسرائيل.

    وبعض المؤرخين الذين كتبوا عن هذه الفترة.. وتحدثوا عن أسباب هزيمة الدولة العثمانية.. يؤكدون بأن المفكرين اليهود في تركيا هم الذين أوجدوا فكره (القومية الطورانية) المتعصبة.. كما أن نزعة القومية العربية المعادية للحكم التركي.. في شمال الجزيرة العربية… التي انساقت الجماهير العربية إليها بوعي أو بدون وعي.. ليمكن بعض الداعين إليها فوق مستوى الشبهات.. فالأحزاب السياسية التي تكونت على أساس فكره القومية كحرب (تركيا الفتاه) والأحزاب القومية العربية في شمال الجزيرة العربية كانت من أقوى الأسباب التي أدت إلى هزيمة الدولة العثمانية المسيطرة على تلك المناطق..

    والغريب أن التاريخ يعيد نفسه.. فقد انساقت الجماهير العربية في التاريخ المعاصر خلف شعارات ومبادئ وأحزاب شيوعيه.. واشتراكيه.. وقوميه اجتماعيه.. بعد قيام دولة الإثم إسرائيل.. وأفرزت انقلابات عسكريه متكررة.. تدعي محاربة الحكم الصهيوني المتسلط على الشعب الفلسطيني ومحاربة الاستعمار.. ولكنها أصبحت وبالا على الأمة العربية وعلى القضية الفلسطينية نفسها.. وأغلب الظن بأن بعض دعاة هذه الأحزاب المتطرفة.. وإن كانوا يدعون العروبة.. يعملون في الخفاء من أجل إحباط ما يتحقق للبلاد العربية من إنجازات لفرض حالات إحباطيه نفسيه على شعوب المنطقة..

    إذن عداء الصهيونية لشعوب المنطقة حقيقة لا ريب فيها.. ومؤامراتها تنفذ في المنطقة بوسائل مختلفة مرسومه بذكاء.. ومبنيه على أساس معرفه وخبره موغلة في القدم.. لواقع التكوينات النفسية والفكرية.. والاجتماعية لشعوب هذه المنطقة.. ونتيجة لدراسات مسبقة.. ويتم تنفيذها برموز.. وأحزاب.. وشعارات تنخدع بها الجماهير العربية.. وهو تحد لن يكون للعرب خلاص منه إلا إذا فهموا وأدركوا هذه الحقيقة.. والله المستعان.