أطلعت على دراسة اقتصادية أجرتها إدارة بنك الرياض عن الشركات المساهمة في المملكة.. وهي دراسة جيده قامت على أسس واقعيه.. أي واقع هذه الشركات..!! والملفت للنظر هو أن القيمة الدفترية للسهم في بعض الشركات لا تتناسب مع الأسعار المعلنة في الصحف..!! خصوصاً الشركات التي تحقق أرباحاً سنوية معقوله..!!
كما أن الدراسة تشير إلى تدني مستوى فعاليات بعض هذه الشركات على الرغم من وجود الفرص المتاحة لها في الأسواق.. وإمكانية استثمار رؤوس أموالها.. فمثلاً الشركة السعودية لنقل وتجارة المواشي على الرغم من ضخامة رأس مالها خمسمائة مليون ريال و مرور سنوات على تأسيسها لم تحقق أرباحاً.. علماً بأن مثيلتها في دولة صغيره وهي الكويت تحقق عائداً مجزياً كل سنه. والدراسة لم تشر إلى الأسباب المباشر أو غير المباشرة لتدهور الوضع في هذه الشركات.. لأن الدراسة تقوم على ضوء الميزانية المعلنة ..!!
كما أن الدراسة لا توحي بمؤشر متفائل بالنسبة لشركات الأسمنت الوطنية بسبب عدم تصريف فائض إنتاجها على الرغم من أن إنتاج هذه المصانع لم يصل للطاقة الإنتاجية الكاملة..!!
وصناعة الأسمنت.. صناعة وطنيه مهمه.. تستثمر فيها رؤوس أموال وطنيه ضخمه..!! وتدهور الوضع فيها بسبب عدم تصريف إنتاجها مؤشر لا يبشر بالخير..!!
ولعل السبب في ذلك يعود للمنافسة الخارجية.. فإذا كانت هذه المنافسة لا مفر منها في السنوات الماضية التي تحققت فيها إنجازات عمرانية واسعه.. ولكن استمراريتها قد يكون له مردود سيء على صناعة الأسمنت الوطنية..!!
المؤسسات الصحفية وتطويرها
لا شك بأن فكرة المؤسسات الصحفية قد وجدت في المملكة لتطوير الصحافة السعودية.. ونقلها من دور الرعاية الفردية إلى دور الرعاية الجماعية.. هذا هو الهدف..!!
وكنت قد سمعن عند قيام هذه المؤسسات من أحد المسؤولين عن وزارة الإعلام أن الملك الشهيد فيصل رحمه الله كان يرغب في تطوير الصحافة المحلية و جعلها في مستوى يتفق مع المركز الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية في العالمين العربي و الإسلامي..
وكان يريد مساعدتها مادياً لتحقيق هذا التطور.. ولكنها كانت في ذلك الوقت صحف أفراد فارتاي رحمه الله أن تكون على هيئة مؤسسات تضم في عضويتها نخبه من المواطنين الذين لهم علاقة بالصحافة..!!
وقد مضت سنوات عديده على تشكيل هذه المؤسسات و ليس من حقي الحكم على نجاحها ,, أو فشلها و لكني أعتقد بأنها قد حققت إنجازات كبيره لا تخفى على أحد و من هذه الإنجازات وجود نخبه ممتازة من الصحافيين العاملين فيها. كما أن القفزة الحضارية في التعليم التي تحققت في المملكة برعاية قيادتنا الحكيمة.. قد أفرزت أقلاماً مؤهله لأن تعمل في الصحافة..!! ولا شك بأن هؤلاء الأحق بعضوية هذه المؤسسات..!!
وخطوة مؤسسة اليمامة التي أعلن عنها مؤخراً.. بإدخال بعض الأشخاص العاملين فيها خطوة حكيمه.. وحبذا لو كانت العضوية مقتصره على من يعمل في مجال الصحافة.. لأن ذلك سيؤدي إلى مضاعفة الجهد من قبل هؤلاء العاملين فيها لرفع مستوى الصحيفة..!! و أعتقد بأن جعل العضوية في المؤسسات الصحفية (حقاً مكتسباً) كما هو المتبع حالياً ليس في صالح الصحافة على المدى الطويل.. بل الأوفق جعل العضوية (تعيينا).. وبدون مقابل مادي.. وتنتهي هذه العضوية باعتزال العضو للعمل الصحفي..!!
هذه تصورات مقبولة وفوق كل ذي علم عليم..!!
وقفه تأمل:
يقول أحد الفلاسفة العرب.. أن للإنسان عقلين.. عقلاً يخلق معه.. موجود في صلب تكوينه .. وفطرته.. وهو الذي يميزه عن بقية مخلوقات الله سبحانه و تعالى.. وعقلاً يستفيده الإنسان من تجاربه في الحياة و تعليمه و تهذيبه..!! وقرأت مره هذه الأبيات لأحد الشعراء:
رأيت العقل عقلين
فمطبوع .. و مصنوع!!
و لا ينفع مصنوع
إذا لم يكن مطبوع!!
كما لا تنفع الشمس
و ضوء العين ممنوع!!
فقلت في نفسي.. وغسل المخ.. ضحيته من منهما..!!