أحسب بأن الحديث عن المذاهب المعروفة في التاريخ الإسلامي القديم.. والمذاهب التي وجدت في العالم الإسلامي بعد سيطرة الاستعمار الأوروبي عليه كالبهائية و القاديانية وهي امتداد لبعض المذاهب الباطنية المتطرفة التي عرفت في التاريخ الإسلامي أحسب بأن الحديث عن ذلك موضوع معروف فقد تناوله كثير من المؤلفين قديماً وحديثاً.. وأوضحوا مخالفه أغلب هذه المذاهب للعقيدة الإسلامية الصحيحة (أنظر كتاب الأستاذ (محمد عبد الله عنان) بعنوان المذاهب الباطنية في الإسلام.. وكتاب الفقيه الشيخ (محمد أبو زهره) عن المذاهب الإسلامية المتطرفة.. وكتاب الملل والنحل لابن حزم و الشهر ستاني.
وليس من شك في أن أغلب تلك المذاهب قد وجدت في العالمين العربي و الإسلامي قديماً و حديثاً لتحقيق أهداف سياسية معاديه وهي:
1 – إيجاد الأقليات الطائفية التي لا تدين بمذهب أغلبية السكان!!
2 – إضعاف الدين الإسلامي بما تفرزه من طروحات توحي بأفكار ومبادئ هدامه.. مخالفه للعقيدة الإسلامية!!
3 – إثاره حفيظه هذه الأقليات ضد السلطة الإسلامية الحاكمة في العالم العربي والإسلامي و تكريس الخلافات بين الشعوب العربية..!!
ومن يثرا التاريخ يجد بأن القاسم المشترك للصراعات الدامية التي حدثت في الدول الإسلامية هم التفكير المذهبية و الطائفية !!
ولست في الواقع بصدد تحديد أو توضيح هذه الأحداث فهي معروفة في التاريخ و لكني أريد أن أتطرق لموضوع الثورة الإسلامية التي أطلق شعاراتها (الخميني) و الآيات الموالون له في إيران حديثاً!! والتي هي في واقع الأمر مرتبطة بتفكير(مذهبي) معاد للأمه العربية والإسلامية !! و الأستاذ تركي عبد الله السديري في مقاله المنشور بجريدة الرياض وبعنوان (بابوبه قم) لا شك بأنه قد كشف عن حقيقه التفكير الديني لنظام الخميني في إيران وهو تكريس مفهوم عقائدي متطرف يهدف لتحقيق قيام حكومة أو نظام حكم مرتبط بزعامة دينيه معصومة من الخطأ. وهو تفكير لا يتفق مع العقل والمنطق ولا ينسجم مع معطيات العصر الحديث وإنجازاته العلمية!!
والدليل على ذلك.. أن الخميني بتأييد من صنائعه و أتباعه يخلع على نفسه صفه (للاهوتية) لا يقرها الإسلام وهي وصفه (بروح الله) تعالى الله عما يصفون إن أنه يعتبر نفسه ظلاً متجسداً لروز ديني غيبي معروف في المذهب الشيعي!!
والأستاذ تركي السديري قد أشار في مقاله إلى حقائق و شواهد ماديه و تاريخيه تدل على قيامة – أي الخميني- بأنشطة فكريه وعمليه هي أبعد ما تكون عن حقيقة قيام نظام إسلامي أو ثوره إسلاميه تعتمد على مبادئ و قيم وتعاليم إسلاميه صحيحه!!
ذلك أن التعاليم الإسلامية الصحيحة لا تقر محاربه شعوب عربيه مسلمه ولا تقر إثاره الفتنه بين المسلمين كما تحرم أيضاً القيام بأعمال تخريبيه في الأماكن الإسلامية المقدسة و هو ما يقترفه النظام الإيراني حالياً و يقابل بالاستنكار و الشجب من المسلمين جميعاً!!
إذن شعار الثورة الإسلامية الذي يتستر خلفه الخميني شعار زائف و كاذب أطلق لتحقيق أهداف معاديه للمسلمين و قد ثبت تواطؤ هذا النظام مع العدو الحقيقي للإسلام وهو حكومة إسرائيل و الصهيونية العالمية و لذلك لا ينبغي أن يخدع هذا الشعار أخواننا المسلمين.
والحرب الدائرة المدمرة لقدرات الشعبين المسلمين في العراق وإيران.. والتخريب في بعض البلاد العربية و تحريض الطائفية فيها لا يمكن أن يوصف كل ذلك إلا بالفتنة التي ينهي الدين الإسلامي عنها و الفساد في الأرض و هي أعمال أو ممارسات لا تخدم إلا المطامع اليهودية في فلسطين!!
وإنني على يقين .. بأن الضمائر الحيه و العقول المتفتحة لأتباع المذهب الجعفري و الإمامي و كل المذاهب الشيعية لا تقر أو تؤيد النظام الإيراني على أعماله المخالفة للمبادئ والقيم الأخلاقية التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف و لن توافق (الخميني) على هوسه الديني المتطرف وادعائه بمعصوميته من الخطأ وأنه روح الله!!
ولذلك فإنني أتمنى على أئمه الشيعة في جميع البلاد العربية والإسلامية حقنا لدماء المسلمين إصدار فتوى بضرورة إيقاف الحرب الإيرانية العراقية و شجب الأعمال التخريبية التي يحرض عليها الحكم الإيراني في طهران ضد البلاد العربية المسلمة!!
يدعون الخميني لكلمة سواء يأمر بها دستورنا الإسلامي الوحيد وهو القرآن الكريم الذي نؤمن به جميعاً ..يدعونه لإتباع الموعظة الحسنه و المجادلة بالتي هي أحسن و يذكرونه بقوله جل وعلا.. (وإن هذه أمتكم أمها واحده وأنا ربكم فاعبدون) و يذكرونه بأمر نبي الإسلام .. محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام في خطبة حجه الوداع.. بأن دم المسلم و ماله و عرضه على المسلم حرام!!
فالثورة الإسلامية.. لا يمكن أن يكون لها مفهوم أو مدلول معاد للأمة الإسلامية أو مخالف للتضامن الإسلامي!!
نحن نعتقد بأن إصدار هذه الفتوى مطلب ملك حقنا لدماء المسلمين فهل يتحقق ذلك؟؟