شهر تضئ بنوره الأعوام ..!!
وبه تسامت للهدى أعلام..!!
شهر أغر.. مفضلاً بصيامه..
من بدء .. بدء الخلق وهو حرام..!!
وشهر رمضان قد فضله الله على غيره من الشهور بالصيام لنزول الوحي فيه.. وحي السماء إلى الأرض لهداية الناس.. وتوحيد خالق هذا الكون..!!
وليس من شك بأن الصيام قد فرض في هذا الشهر للتذكير بنزول القرآن الكريم.. و الصوم لا يعني الإمساك عن الطعام و الشراب بقدر ما يعني الابتهال للحق جل و علا..وشكره على هدايته للناس.. و تدبر معاني القرآن الكريم عند تلاوته في سنه القيام..!!
والصوم لا يكون مقبولاً من الإنسان إلا بالاستزادة من أعمال الخير و البر .. و التفرغ للعبادة. و الابتعاد عن اللغو و الأعمال المنكرة ..!! و لذلك جاء في الأثر قول الحق سبحانه و تعالى .. بأن كل عمل ابن آدم له.. إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزى به..!!
والجزاء لا يتحقق إلا بقبول الصيام و القبول لا يكون أو لا يتحقق .. إلا إذا أخلص الإنسان في عبادته .. وصدق في طاعته لخالقه..!! و لأن الصوم يعتبر تعظيماً للخالق سبحانه و تعالى .. وشكراً له على هدايته.. فهو الذي يجزيه..!!
والصوم باعتباره تعظيماً لله .. يجعل روح الإنسان قريباً من خالقه .. و لذلك تصلح به النفوس.. وتخشع القلوب لذكر الله بتلاوة القرآن أثناء القيام في ليل رمضان .. ليتذكر الإنسان ثواب الله و عقابه.. و يتفكر في ملكوته .. وإعجازه في مخلوقاته و يبقى شهر رمضان المبارك رمزاً لإشراق نور هداية.. و زماناً لتكريس عبادته .. غير أن هذا الشهر له ميزه أخرى عظيمه .. ربما تغيب عن أذهان الجيل الجديد.. أو باب الأمة الإسلامية!! فمن الملاحظ أن الانتصارات الإسلامية الفاصلة في التاريخ قد حدثت في هذا الشهر المبارك..!!
فيه وقعت معركة بدر الكبرى .. معركة الفرقان.. أي انتصار الحق على الباطل!!
وفيه حدثت معركة (عين جالوت) التي هزم فيها المسلمون جيوش التتار بقيادة المملوكي (قطز) رحمه الله!!
وفيه حدثت معركة (حطين) العظيمة التي أنهزم فيها الصليبيون..!! كما وقع فيه انتصار المسلمين في حرب الرده..!!
وفي العصر الحدث أنتصر الجيش المصري في عبوره للضفة الشرقية من قناة السويس على اليهود في العاشر من رمضان المبارك..!! و قد كادت أن تنهزم الجيوش الإسرائيلية أمامه لولا تدخل الولايات المتحدة في هذه المعركة..!!
فهل هي صدفه أن تقع تلك المعارك الفاصلة للإسلام في شهر رمضان؟؟ أعتقد بأن حكمة الله تتجلى في هذه التصورات .. حيث أن الجندي المسلم في حالة صيامه يكون مفعماً بروحانيه صافيه.. وإيمان عميق تخلقان فيه قوة نفسيه و بدنيه للدفاع عن حقه في الحياة.. وحق الله سبحانه و تعالى على خلقه بتوحيده.. و العبودية له ..!! وإطاعته فيما أمر..!!
فليت أن شباب المسلمين في كل زمان و مكان يدركون هذه الحقيقة.. حقيقة أن يكون لهم قوة روحيه مثلما كان للجنود المسلمين الأوائل .. في هذا الشهر المبارك..!! حيث أن للعقيدة الإسلامية في الكفاح .. و الجهاد ضد العدو تأثير إيجابي كبير في سير المعارك الحربية..!!
وأنك لتستغرب – بالرغم من هذه الحقيقة. أن يكون هناك تشكيك في العقيدة الإسلامية من قبل أشخاص ينتمون للعروبة.. ينادون بانطلاقه فكريه .. أو رؤية مستقبليه.. ترفض و تحارب التراث..علماً بأن الدين الإسلامي و قوته الروحية ظاهرة لا يمكن لأي عاقل إنكارها .. وإذا كان هناك تخلف في الشعوب الإسلامية .. الجهل.. و الفقر.. و المرض المفروض عليها في عهد الاستعمار فليس طريق الخلاص من هذا التخلف .. التشكيك في العقيدة الإسلامية.. و محاربة الموروث الحضاري.. وإنما الخلاص منه يكون باقتباس العلوم.. و تعليم هذه الشعوب .. أما محاره العقيدة الإسلامية.. فهو هدف أعداء الإسلام لإحباط الأمه الإسلامية نفسها.. بسبب و جود هذا التخلف..!!