تخطى إلى المحتوى

أبناء الديار المقدسة أجدر بالدفاع عن العقيدة

    و يظل الإنسان المؤمن متعلقاً قلبه بروحانية شهر الصوم.. حريصاً في ليله ونهاره على العبادة..ومناجاة خالقه.. يطلب المثوبة و الغفران..!!

    واحسب بأن روحانية هذا الشهر الفضيل تتجلى في فترة التراويح .. والقيام التي يقضيها الشخص في حرم الله.. أو مسجد رسول الله صلى الله علية وسلم..مستمتعاً بكل جوارحه وحواسه لتلاوة آيات القرآن الحكيم من الإمام بصوت جميل تخشع له القلوب لقدسية هذين الحرمين الشريفين..!

    ومن نعم الله تعالى علينا نحن مواطني المملكة أن يكون ارتياد المسجد الحرام .. ومسجد الرسول الأعظم ميسوراً في الوقت الحاضر لوجود شبكات الطرق السريعة المؤدية لمكة و المدينة ..!! ومن الواجب علينا شكر الله على هذه النعمة.. لأن ملايين المسلمين في مختلف أنحاء العالم تتمنى أن تؤدي صلاة التراويح و القيام في هذين الحرمين مثلنا..!!

    ولئن أكرمنا الله بهذه النعمة .. أي وجود الأماكن المقدسة في بلادنا .. فإنه من الواجب علينا أن نكون قدوة لغيرنا في المحافظة على التقاليد الإسلامية الحميدة.. كما يجب علينا الدفاع عن العقيدة الإسلامية ضد التيارات .. أو التوجهات الفكرية المشبوهة الوافدة إلينا من الشرق و الغرب.. و التي تهدف لإضعاف الدين .. و التقاليد الإسلامية الحميدة في نفوس المسلمين..!!

    فنحن أبناء الديار المقدسة أجدر للدفاع عن العقيدة و يجب أن لا نستهين بتأثير الدعايات.. و الأفكار المنحرفة التي تسلط على شباب الأمه العربية في الوقت الحاضر ..!! لأن الدين الإسلامي قد أصبح مستهدفاً من أعدائه.. ومن المحزن حقاً أن تكون هذه الأفكار.. أو الدعايات بأقلام عربية تدعي الإسلام..!!

    وليس من شك في أن للعقيدة الإسلامية .. قوة روحيه يخشى منها أعداء الدين الإسلامي..و الطامعون في خيرات و ثروات المنطقة العربية منذ قرون طويلة.. زمن الأدلة على ذلك وقوف رئيس حكومة أكبر دولة استعمارية في التاريخ الحديث في برلمان بلادة والمصحف الشريف بيده.. معلناً بأن نجاح السياسة الاستعمارية لبلاده في منطقة الشرق الأوسط و تخريب العقول فيها ليتم ما دام هذا القرآن يتلى في مساجدها.. و مقرراً في مدارسها..!!

    وإذا كانت السياسة الاستعمارية في السابق تعتمد على القوة العسكرية .. فأنها قد أصبحت في الوقت الحاضر تعتمد على إخضاع الفكر .. أو الاقتناع بطروحات .. وأفكار تضعف العقيدة الإسلامية لدى الشباب المسلم .. بدعوة الانفتاح الفكري على الثقافات الأخرى.. وهي ثقافات .. وأيديولوجيات نظرية مادية.. أو وجودية يضعف الاقتناع بها القوة الروحية للعقيدة الإسلامية.. علماً بأن هذه الأفكار ليس لها تأثير في تطوير العقل العربي بل انحداره و تخريبه..!! لأن هذه الطروحات أو الثقافات لا تتناول العلوم التطبيقية الحديثة المفيدة لحياة الإنسان.. إنما هي طروحات أو مناهج نظرية فكريه.. هدفها زعزعة العقيدة الإسلامية في نفوسنا..!!

    ولا شك أن العالم العربي بعد قيام دولة إسرائيل قد تعرض لتخطيط تخريبي رهيب.. أستهدف صناعاته و اقتصاده و تجارته .. وتفشيل سياساته ..!!و نحن نعتقد بأنه لن يستطيع أو يكون قوة مؤثرة في العالم .. إلا إذا عرف كيف يقاوم هذا التخطيط .. ويتعرف على رموزه و مؤيديه..!!

    وأكبر نكبه حلت في العالم العربي – بعد الانقلابات العسكرية- هي هجرة العقول العربية للغرب..!! و لن تعود هذه العقول إلا إذا وجدت المناخ السياسي الذي يكفل لها الاستقرار النفسي.. و الكفاية المادية.. و توفرت أيضاً المؤسسات العلمية الحديثة..!! فهل تدرك الشعوب العربية هذه الحقيقة..؟؟