المثل العربي الذي يقول .. بأن العادات قاهرات .. مثل ينطبق على كثير من العادات المنتقدة أو الضارة التي نلاحظها في حياتنا الاجتماعية .. و العادة السيئة أو الضارة غالباً ما تنشأ من دافع نفسي .. وهو شعور الإنسان بارتياح نفسي عندما يمارس هذه العادة أو تلك..حتى تتحكم في إرادته .. وقد تنشأ تقليداً.. وتنتهي تعقيداً.. غير أن هناك أيضاً عادات حسنه يلاحظها الإنسان في تصرفات أو سلوكيات مختلف الشعوب وهذه العادات قد لا يكون منها خوف على صحة الإنسان .. أو أخلاقيات المجتمع..إنما العادات التي تقهر الإرادة هي العادة التي يصبح الإنسان أسيراً لها رغم إدراكه لضررها .. و عادة التدخين المنتشرة هي من العادات المضرة التي أصبحت تتحكم في إرادة الشخص المدخن على الرغم من إيمانه في قراره نفسه بضرر التدخين ولكنه لا يريد تركه .. أو لا يستطيع التغلب على شهوته.. بالرغم من وجود التحذيرات المكتوبة في علب السجائر .. وما تكتبه الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى عن أضرار التدخين.
وأعتقد بأن السلطات المختصة تعمل معروفاً للمواطن .. إذا هي أصدرت قرارات يمنع استيراد الدخان بأنواعه .. مثل أي ممنوعات لا تسمح الدولة باستيرادها .. ذلك أن المنع هو أضمن و أسهل طريقة تجبر الشخص على ترك التدخين..
قد يقال بأن المنع لم يسبق أن اتخذته دولة أخرى .. وأن منع استيراد الدخان قد تكون له أضرار ماديه للمستورد كما أن المدخن قد يتذمر من هذه الخطوة..
ولا شك بأن هذه الاعتراضات قائمة و لكنها اعتراضات نظرية قد لا تنطبق على الواقع .. فعدم أقدام الدول على منع استيراد الدخان يعود لأسباب اقتصادية بحته .. لأنه مصدر من مصادر الدخل الحكومي – كما أن أغلب الدول تزرعه و لديها مصانع تقوم بإنتاجه وتسويقه.. غير أن المملكة ليست في حاجة لهذا الدخل .. أو ضريبة الدخان .. أما الأضرار المادية التي قد تلحق بالمستورد السعودي .. فمن الممكن إعطاءه مهله زمنية لتصفية علاقاته بهذه التجارة .. أما المدخن فإنه سيحمد العاقبة .. و من المعروف بأن الدخان الأخضر كان يزرع سابقاً في بعض مناطق المملكة غير أن الملك عبد العزيز رحمة الله قد أمر بمنع زراعته .. وهو موضوع قد يخفى عن الكثيرين في الوقت الحاضر.
فإذا كان هناك مشكلة قد تنتج عن منع استيراده فهي في تواجد السائح أو الزائر الأجنبي في المملكة و هذه المشكلة تحل بالسماح له بإدخال الكمية التي تكفيه مدة إقامته .. مثلما يستطيع الدبلوماسي المعتمد في المملكة استيراده عن طريق رسمي .. غير أن المنع قد يؤدي لقيام عمليات تهريب .. وهو احتمال وارد .. ولكن أعتقد بأن المدخن سوف يضطر للإقلاع عن التدخين إذا وجد بإن هناك كلفة مادية كبيرة و صوبه جسدية في الحصول عليه..
قد يرى البعض بأن هذه فكره ساذجة أو غير عملية .. والذي يري ذلك .. أريد أن أساله.
ما هي فائدة التدخين للمواطنين ؟؟ فإذا كان هناك فائدة مشروعة و معقولة لأي جهة .. فالمطالبة بمنعة تعتبر فكرة ساذجة أما إذا لم توجد أي فائدة منه بل يوجد ضرر .. فما هو المانع من منعه؟؟
ذلك أن مكافحة التدخين بوسائل الإعلام .. أي بالكلام .. ثبت أنها فكرة فاشله .. والدليل على ذلك الإحصائيات الجمركية ذات الأرقام الفلكية عن كمية السجائر المستوردة للمملكة في السنوات الماضية!!
وقفه للتأمل:
قال لي صديق يا أخي شهر رمضان من أفضل المناسبات لترك عادة التدخين؟؟ فقلت له وبعد رمضان؟؟
العادة السيئة مثل كره الثلج .. تكبر كلما حركتها..
الدخان أو التبغ نبته شيطانية .. لذلك أول من فكر في استغلالها شياطين الإنس ..
حقاً أن التدخين .. يبدأ تقليداً و ينتهي تعقيداً..