تخطى إلى المحتوى

مهرجانات الجنادرية .. وأهدافها الحقيقية

    لقد كتب عن نشاطات .. أو فعاليات مهرجان الجنادرية الأخير في الصحف المحلية.. وهو مهرجان حضاري بحق دعى إليه مفكرون عرب و شاعران بارزان في شعر الحداثة. هما عبد الوهاب البياتي ..و احمد عبد المعطي حجازي و من الأشخاص الذين دعوا لهذا المهرجان .. الدكتور محمد عابد الجابري و الدكتور سهيل إدريس.. و محمد اركون.. و الدكتور يوسف إدريس و لا شك بأن للاتجاهات الفكرية التي يدعوا إليها هؤلاء الأشخاص تأثيرا في عقليه بعض الأدباء الشباب في المملكة.. و في العالم العربي أيضا..!!

    وقد تحدثت الصحف المحلية عن ندوات ثقافيه أقيمت في ذلك الوقت.. و عن وجهات نظر قدمت لمنظمي المهرجان ..حول الفنون الشعبية.. أو الموروث الثقافي للشعوب..!! و دار نقاش مفيد حول هذا الموضوع .. إلا أن البعض قد حاول إثارة أفكار حداثية في الشعر و الموروث الثقافي.. يستشف منها القارئ بأنها كانت مقصودة لتبرير مذاهب أدبية حديثه.. ومناهج نقديه تستهدف أضعاف اللغة العربية الشاعرة.. و التشكيك في معطيات موروث شعري أصيل تميزت به الأمة العربية منذ عصور قديمة ..!!

    و يبدوا أن هذه المحاولات قد جوبهت برفض من قبل بعض الأدباء الحاضرين في هذه الندوات..!

    و من المؤسف حقا أن تجد تلك الطروحات الفكرية والاتجاهات الألسنية في الأدب من يؤيدها في المملكة و العالم العربي .. !! و قد يدعي البعض بأنها انفتاح على ثقافات العالم .. وهي مقوله حق إذا كانت معرفه أو ثقافه تستفيد منها الشعوب لبناء ثقافه أو فكر معرفي يبرز الشخصية الأصيلة لهذه الشعوب..!! و قد كان لرواد الثقافة و الفكر العربي منذ لقدم العصور دور بارز في الاقتباس من الثقافات العالمية. و لكن الدعوة لهذا الانفتاح الجديد يراد بها مع الأسف باطل.. ذلك أن مفهوم الانفتاح لا يمكن تحطيما لموروث ثقافي أصيل .. كالشعر العربي الأصيل مثلا .. و لا يكون من أجل تطبيق مناهج السنيه و نقديه على اللغة العربية الشاعرة لتصبح لغة ميته.!!

    و قد لفت نظري مؤخرا كلمه لأحد مؤيدي شعر الحداثة نشرت في جريدة (عكاظ) في صفحة الأسبوع الثقافي يقول فيها (أن هذا المهرجان – أي مهرجان الجنادرية- سوف يظل وعبر السنوات القادمة و التي ستزداد فيها كثافه الثقافة ردا حاسما و منطقيا على أولئك الذين يعتقدون ارصفه الثقافة..!!)

    و الذين يعتقدون ارصفه الثقافة في رأي هذا الكاتب..هم الأدباء الذين يعارضون شعر الحداثة لأنه من رموزه!!.. و يستشف القارئ من كلمته أنه يعتبر دعوه الأشخاص الذين ذكرهم من قبل منظمي المهرجان انتصارا لمن يؤيد الحداثة في المملكة..!! أنها تعني اعترافا بطروحاتهم الفكرية الخاطئة.. أو تأييدا لشعر الحداثة.!!

    وهو اعتقاد من جانبه خاطئ .. فالدعوة لم توجه تأييدا لطروحات هؤلاء الفكرية.. أو اعترافا بجودة إنتاج شعراء الحداثة .. وإنما دعوتهم كانت من أجل الاطلاع على الإنجازات الحضارية التي تمت في المملكة.!! و تبادل الحوار في الموروث الشعبي الأصيل..!

    و مهرجان الجنادرية للفنون الشعبية لم يقم من أجل الدعاة لأفكار و طروحات تتنكر للتراث.. و للموروث الثقافي الأصيل و هو الشعر العربي الموروث.. كما يحدث في بعض المهرجانات التي تعقد في بعض البلاد العربية.. ويكون الهدف منها تسليط الضوء على شعراء الحداثة..!! و التصفيق لإنتاجهم الشعري المزعوم..!!

    من هو ابن جني..؟؟

    ابن جني شخصيه معروفه في تاريخ الأدب العربي.. وله مؤلف مشهور في النقد الأدبي يعتبر مصدرا مهما في دراسة الأدب..!!

    و قد استعار اسمه كاتب تنشر له جريدة (الجزيرة) من وقت لأخر مقالات نقديه. تتناول بعض الأقلام الأدبية في المملكة.. أحيانا تبدي مديحا .. وأحيانا تبدي تجريحا..!!

    و عندما قلت للأستاذ منصور العمري محرر صفحه .. ماذا تقول لهؤلاء؟؟ في(جريدة البلاد) عن الشاعر محمد الفهد العيسى.. بأن (الفهد التائه) شاعر مخضرم.. و مغرم بطاقيه الإخفاء.. وأن صدق ظني .. فهو ابن جني.. اتضح لي بأن البعض لم يفهم ما اعنيه من هذه الكلمة..!!

    و ما اقصده هو أنه ربما يكون .. صاحب القلم الذي يوقع مقالاته النقدية في جريدة (الجزيرة) بهذا الاسم..!!

    و كثير من القراء و خصوصا الأدباء الشباب قد لا يعرف بأن هذا الشاعر من اقدم شعراء المملكة الذين قدموا إنتاجا شعريا جميلا.. في مطلع الستينات .. وصدر له اكثر من ديوان شعري.. و تناول إنتاجه بعض النقاد البارزين في العالم العربي.. و كان يوقع قصائده في السابق باسم مستعار .. وهو (الفهد التائه)!!

    و هو شاعر وجداني .. يوحي شعره للمتلقي بمعاناة إنسانية و عاطفيه مؤثره.. و تتميز معطيات شعره.. أحيانا بتجذرها في ارض الجزيرة العربية..!! و يعتبر في شعره الذي اصدره في السابق محافظا على القوالب الشعرية الأصيلة.. و في إنتاجه الشعري الحديث منطلقا منها..!! و لكن معطيات شعره تظل هروبا من أرقو جداني .. و بحثا عن ضمير إنساني!!