تخطى إلى المحتوى

مجلة المنهل .. وإنجازها الثقافي

    مجلة المنهل التي واكبت نهضة المملكة والتي حرص مؤسسها عبد القدوس الأنصاري رحمه الله منذ نشأتها على أن تكون نافذه للثقافة والمعرفة في المملكة وأن تكون خبراً لأقلام علماء وأدباء ومؤرخين بارزين في العالم العربي و وسيله نشر.. لأقلام وطنيه لها الريادة الأدبية عندنا.. هذه المجلة تظل بحق علماً بارزاً للأدب.. والثقافة.. والبحوث العلمية الجادة!!

    ولا شك بأن السمه المميزة لهذه المجلة منذ نشأتها ولا تزال هي المحافظة على أمانة الكلمة.. لا ترضي بين تكون منبراً لصراعات إعلامية مثيره.. ولا تقبل بأن تكون حليفه.. لسوى الإنتاج الأدبي الرفيع..!!

    وللحقيقة.. أقول بأن العدد الأخير الذي كرسته المجلة (للأثر والآثار) هو إنجاز ثقافي يثير الإعجاب.. إلى فقد أحتوى هذا العدد على (28)ماده علميه عن الآثار في المملكة و العالم العربي تكون منها مجلداً أحسب أنه سيظل مرجعاً لمن يهتم بالآثار.. و علاوة على ذلك فقد أحتوى على دراسات قيمه عن القصور القديمة والمخطوطات العربية.. كل ذلك بأقلام علماء بارزين في المملكة.. وفي العالم العربي..!! و حبذا لو أن رئيس التحرير الأستاذ نبيه الأنصاري يتمم هذا الإنجاز أو الموسوعة .. بعدد آخر من المجلة يختص بالآثار الإسلامية في العالم الإسلامية..!!

    فالعدد في مادته وإخراجه عمل مشرف ..! ولذا فإنني أهنئ الأستاذ نبيه عبد القدوس الأنصاري بهذا الإنجاز الثقافي. وأحيي فيه الروح المثابرة للعمل المثمر.. والعطاء الجاد..!!

    من يقنع.. من؟؟

    نعم.. دار حوار هامشي.. حول ما يسمى بشعر الحداثة.. أو الشعر الحديث.. بيني وبين الأخوان في القسم الأدبي بمجله (اقرأ) كما جاء في العدد الأخير من هذه المجلة..!!

    وقلت لهم بأن النص الأدبي.. أو الإبداع في اللغة العربية إذا لم يلتزم بالوزن لا يسمى شعراً..؟ لأن الفرق بين الشعر والنثر هو الوزن الشعري الموروث وقد أقدم العصور..!! وإذا كان هناك خروج عن الأوزان الخليلية المعروفة.. في الأدب العربي.. كالموشحات.. وغيرها من التجارب الشعرية فهي أيضاً موزونه.. ويتقبلها المتلقي على أنها شعر لالتزامها بتفعيله معينه..!! وأي إبداع أدبي رفيع لا يلتزم بالوزن. فهو نثر..!!

    وهذه من البديهيات التي لا أعتقد بأن أنصار ومروجي شعر الحداثة يجهلونها.. وإذا حاول البعض منهم تجاهل هذه الحقيقة.. وأصر على أن يوحي للمتلقي بأن الإبداع الشعري الحديث لم يخرج عن التراث: أي الموروث الشعري في الأدب العربي.. بحجه أن هناك تجارب شعريه معروفه في تاريخ الأدب العربي.. قد خرجت عن الأوزان الخليلية.. فهو مغالط ..!! لأن تلك التجارب التي يستشهدون بها ليست نثراً.. بل هي موزونه بتفصيله معينه.. والشعر الجديد منها؟؟ فهو نثر!!

    ومقوله الموسيقى الداخلية التي يحاول بعض نقاد الحداثة الوافدين تبرير أو تمرير التجارب الشعرية الجديدة بها وهي محاوله لتخطي عقبه الوزن الشعري.. مقوله متهافتة.. لأن كل نص أدبي رفيع لا يخلو مطلقاً من الموسيقى الداخلية التي تؤثر في النفس.. وتستدعي إعجاب القارئ..!!

    إذن.. فالنص الأدبي في اللغة العربية.. والوزن مثلاً زمان.. ليصبح تسميه ذلك شعراً.. فإذا خرج النص الأدبي عن الوزن أياً كان أصبح نثراً..!! وهذه حقيقة لا جدال فيها ولا أعتقد بأن شعراء الحداثة أنفسهم يجهلونها..!!

    كما أني متأكد بأن التعبير عن الأفكار والمعاني بالشعر الموزون المقفى أيضاً لا يعجز شعراءنا الذين يقلدون الشعر الحديث المنثور.. والذين أستشهد بهم الأخوان في المجلة.. فالأستاذ محمد الثنيتي.. والصيخان.. والحربي.. والفقيه. والدميني.. والأستاذ سعد الحميدين هم شعراء لا شك في ذلك.. ولا أظن بأنهم يعجزون عم التعبير عن أفكارهم وبالشعر الموزون.. ولكنهم يقلدون الحداثة الشعرية عن سبق إصرار وترصد كما يقول رجال القانون..!!

    وأنا هنا لا أحاول التلاعب بالألفاظ.. والتحدث عن إشكاليات وتداعيات لفظيه لتبرير وجهة النظر التي أقتنع بها.. ولكني أستطيع أن أدرك المؤثرات النفسية التي أوحت لهؤلاء الشعراء بتقليد موجه الحداثة الشعرية. ورفض الشعر الموزون.. وأدرك أيضاً مع ذلك المؤثرات أو الإغراءات التي تدفعهم لذلك.. اعتقادا منهم بأن.. هذا اللون من التعبير الأدبي ربما يكون جواز المرور الذي يجعل إنتاجهم الأدبي سوقاً رائجة في الأوساط الأدبية خارج المملكة..!!

    وهذه تصورات أعتقد بأن هناك من المفكرين والمثقفين لدينا من لا يقتنع بها..!! و لكن إذا كان رفض التراثي للشعر الجديد.. يمثل معادله بسيطة يمكن تفسيرها بفكره أن الإنسان لا يتقبل عاده الشيء غير المألوف.. إنما رفض الموروث الثقافي من قبل الحداثي.. ظاهره تنطوي على تفسيرات كثيره.. وأحسب أنها تصلح لأن تكون موضوعاً لدراسة أكاديمية متعمقة.. لأن لها أسباباً نفسيه.. وفكريه.. وثقافيه أيضاً توحي للدارس بمعطيات هي بلا شك غير ما يعتقده البعض نقطه ضعف في هذا الاتجاه الجديد..!!

    وقد سبق لي أن ذكرت في مقالات سابقه رداً على الدكتور القدامى. والأستاذ السريحي وهما حاملي لواء الحداثة الشعرية في المملكة ..!! بأن المتلقي الواعي لا يرفض الحداثة في الفنون الأدبية الأخرى. ولا يضيق بالغموص في الأعمال الأدبية التي يلمس فيها الإنسان تقليداً لمذاهب أدبية في الغرب.. تميزت بالعبث ومخالفة المألوف.. ولا يضيق بالمناهج النقدية البناءة التي تثري الحياة الأدبية في المملكة.. ولكن تسليط الضوء على شعر الحداثة (بالذات) و تمجيده دون غيره من الفنون الأدبية الأخرى المطروحة في الساحة الأدبية لدينا والمعروفة بغرابتها وجدتها ظاهره تثير الدهشة.. وقد توحي بأنها مقصودة.. لهدم البنيه الموروثة للشعر العربي ..!!

    فنحن نقرأ أعمالاً أدبيه (حديثه) فيها تجديد وغرابه في القصة مثلاً لأدباء شباب كالأستاذ جار الله الحميد.. والصقعبي .. والمشري.. ومحمد علوان.. والأستاذ الجفري على سبيل المثال.. ونجد في إبداعهم خروجاً عن المألوف يقبله القارئ.. ونبرر محاكاة هذه التجارب الأدبية لمذاهب عالميه,,!! ولكن هؤلاء لا تسلط عليهم الأضواء من قبل نقادنا مثلما يفلسفون ويروجون للشعر الجديد..!!

    والسؤال الذين يمكن طرحه لنقادنا البارزين لماذا التركيز على تهجين الشعر العربي.. هو تخريب شكله الجميل؟؟ هل لأنه ذلك الطائر الوردي الجميل المفرد في سماء العروبة؟؟ والذي يحاول من يكره تغريده قتله؟؟

    هداكم الله.. يا أخواني..!!