المواطن العربي يعيش في دوامة لا نهاية لها من الشعور بالسأم والإحباط بسبب ما يدور حوله من أحداث مؤلمة تنشرها الصحف بنهم عجيب !! ..
ويزيد من حدته وسأمه إن أغلب تلك الأحداث التي وقعت وتقع في العالم العربي لا يدرك دوافع حدوثها .. ولماذا حدثت؟!
– ومن أبرز الشواهد على ذلك الصراع الدموي المحزن الذي وقع بين فصائل المقاومة الفلسطينية .. ومؤخراً هجوم حركة أمل على مخيمات اللاجئين .. وكذلك القتال المدمر بين الطوائف في لبنان .. واستمرار الحرب العراقية – الإيرانية على الرغم من الجهود الخيرة المبذولة لوقف هذه الحرب ..!!
ولو تساءل المواطن العربي عمن يقف خلف إشعال هذه الصراعات الدموية .. وخلق الأجواء النفسية لها .. لم يجد من يجيبه على تساؤله !!
حتى الانقلابات العسكرية التي حدثت في العالم العربي في الخمسينات .. وما سببته من تصفيات جسدية .. وأحقاد طائفية مؤسفة .. وكذلك النكسات العسكرية .. لا أحد يستطيع أن يدرك من الذي كان يقف خلفها .. وكيف تحولت هذه الانقلابات من شعارات وطنية تثير حماس الجماهير .. إلى انتكاسات مؤلمة لا يزال المواطن العربي يعاني من أثارها..!!
هل حدث كل ذلك بمحض الصدفة ..؟؟ أم أن هناك جهات أجنبية معادية لا تريد للشعوب العربية أن تقوى أو تنهض و استطاعت أن تغرس بين صانعي القرارات العربية أشخاصاً متواطئين معها ..؟؟ أم هي نتيجة تخلف .. وقصور في العقل العربي كما تدعي وتسلط عليه الأضواء بعض أقلام مشبوهة.. تريد تكريس الإحباط النفسي .. وتحويل العقول الشابة إلى أفكار (علمانية) متطرفة تناقض روح العقيدة الإسلامية ..؟! نعم هناك قصور في التقنية الحديثة (technology) لدى الأمة العربية والإسلامية لأسباب يطول شرحها .. ولكن (العلوم) ليست وقفاً على أمة .. من الأمم .. فقد تتحقق لأي شعب بالجهد والإخلاص والعمل .. والتعليم .. إنما (التطور العلمي) بدون إيمان بالله .. وجهاد في سبيله لن يحقق وحدة التفوق والقوة لهذا الشعب إذا كان لا ينطلق من عقيدة روحية في مواجهة عدوه القوي بالعلم الذاتي والمكتسب .. وبعقيدته الروحية أيضاً ..!!
الصحافة في الغرب .. وقلب الحقائق ..!!
أغلب الصحف ووسائل الإعلام الخاصة في الغرب .. يمتلكها ممولون يهود يسيطرون على إدارتها .. وإعلاناتها .. ويتحكمون في تحريرها .. أما بواسطة أقلامهم .. أو بواسطة أقلام مأجورة تعمل في هذه الصحف للكسب المادي ..!! فقد أصبح أغلب تلك الصحف ووسائل الإعلام ميدانا واسعاً لنشر ما تريده الدعاية الصهيونية .. ولتنفيذ المخططات الرهيبة المكتوبة في (بروتوكولات حكماء صهيون) .. فالمجلات والدوريات التي يصدرونها هناك أصبحت وسيلة لترويج التفسخ والانحلال الخلقي .. كما أن الصحف التي يملكونها .. أو يملكون جزءاً منها أصبحت سيفاً مسلطاً على عقل وقلب المواطن هناك بما تنشره من أخبار مزعجة وتحقيقات واستطلاعات كاذبه لقلب الحقائق في الحوادث المثيرة للرأي العام خصوصاً إذا كانت هذه الحوادث من تدبير عقول صهيونية أو من أعمال الاستخبارات الإسرائيلية ..!!
– وقد شاهدت في فرنسا هذه الظاهرة الغريبة .. فقد كنت في الصيف الماضي أتعالج في جنوب فرنسا .. وفي هذه الفترة وقعت انفجارات عديدة في قلب العاصمة باريس أحدثت رعباً شديداً .. واتخذت الحكومة الفرنسية إجراءات شبيهة بإجراءات الأحكام العرفية ضد المواطنين العرب هناك ..!! لماذا ؟؟ لأن شهود العيان قد أدلوا للبوليس بأوصاف لواضعي المتفجرات تنطبق على أخوه لسجين لبناني في فرنسا متهم بوضع متفجرات في محطة(ليون) من شهور ..
وأصبحت الصحف تطلق على هذه (التفجيرات) الإرهاب العربي .. وقد صدق الرأي العام .. وسلطات البوليس هذه الكذبة .. وقام البوليس بترحيل كثير من العرب .. وأغلبهم طلبة يدرسون في الجامعات .. صدقت سلطات البوليس هذه الكذبة لأن الصحف كانت عقب هذه الحوادث بيوم أو بساعات قد نشرت بيانات مكتوبة باللغة العربية – أعتقد بأنها مفتعلة – صادرة في بيروت .. تفيد بمسئولية فصائل ثورية لبنانية وهمية عن هذه التفجيرات .. وتطالب بإطلاق سراح السجين (جورج إبراهيم عبد الله) وهو مسيحي من شمال لبنان ..!!
– شهود العيان يدلون بأوصاف تنطبق على أخوه السجين .. والصحف بصورة مريبة تشير للإرهاب العربي .. واللبنانيون يخضعون لإجراءات بوليسية تعسفية بدون مبرر .. والسائح العربي لا يمنح تأشيرة إلا بعد الرجوع لوزارة الداخلية مسبقاً ..!! وهكذا حقق اليهود مخططهم .. وما يرمون إليه بواسطة قلب الحقائق في الصحف .. وعندما ظهر أخوه السجين بعد ذلك في شمال لبنان .. ذكرت الصحف بأنهم قد خرجوا من فرنسا بعد زرع المتفجرات بمساعدة جهات لها إمكانيات كبيرة وأشاروا بطرف خفي لدولة عربية ..!!
والغريب أن الصحف لم تسأل عن المستفيد .. علماً بأن هناك من كان يعتقد بأن المخابرات الإسرائيلية هي التي تقف خلف مرتكبي الحوادث .. سواء كانوا أخوه ذلك السجين أو غيرهم .. ولن يعوزها الإغراء المادي .. لتحقيق هدفين :-
أولاً – الإساءة لسمعة العرب لدى المواطن الفرنسي والحكومة الفرنسية ..
ثانياً – لتشويش الوضع الأمني في باريس على رئيس الحكومة السيد (جاك شيراك) لأنه مواطن (ديجولي) يطلق من وقت لآخر تصريحات صحفية .. تتعاطف مع القضية الفلسطينية .. !!
ولو تحدثت مع مواطن فرنسي .. وأشرت إلى تسلط الصحف في بلده على ذهن القارئ .. وقلب الحقائق .. يقال لك بأن الصحافة في بلده حرة ..!! وقديماً لقال أحد الفرنسيين :-
– أيتها الحرية .. كم ترتكب الجرائم باسمك
– ولكن هل الصحف العربية خالية من هذا التلوث الصهيوني مباشرة أو بطريق غير مباشر ؟؟
أتمنى على الله ذلك ..!!