لست صحفياً.. ولكني أتتبع باهتمام مسيرة الصحافة في المملكة .. فأعجب ببعض الإنجازات اللامعة كنجوم متألقة في سماء بلادي ..!! أشاهدها أحيانا وأعجب بضيائها ..!! وأفشل في رؤيتها أحياناً أخرى ..!! ولا أدري لماذا تغيب عني هذه النجوم العجز في بصري ..؟؟ أم لضعف في بصيرتي وتقديري ..؟؟
والحديث عن الصحافة لدينا حديث ذو شجون .. فقد قرأت رأياً لأستاذنا الجليل (حمد الجاسر) في مجلة (اليمامة) العدد الأخير .. عن الصحافة بين الأمس واليوم ويبدو أنه لا يری تقدماً قد حصل لعدم وجود الحافز الشخصي ..!! على الرغم من وجود الإمكانيات المتاحة للصحف حالياً .. وهو محق في ذلك لأن الصحافة محتوى ومعطيات مؤثرة قبل أن يكون الجهد فيها تطوراً في الإخراج ..!!
غير أنني أود أن الفت النظر إلى أن فكرة جعل الصحف على شكل مؤسسات .. كانت فكرة طموحة .. وغايتها نبيلة لم يكن الهدف منها وضع العصى في دولاب الصحافة في المملكة .. وعرقلة مسيرتها ..!! أو بمعنى أدق لم يكن الدافع أو الموحى بذلك هو العداء الشخصي لصحافة الأفراد ..!! فالذين فكروا في هذه الخطوة – أي جعل الصحف مؤسسات –كانوا يتطلعون لتطوير الصحافة .. لا تأميمها أو تحجيمها ..!! وإذا كان هناك خطأ في التطبيق فهو في اختيار الشكل .. أو الطريقة التي تم بها تشکیل هذه المؤسسات ..!!
فهي لم تقم على شكل اعتباري .. وإنما تمت على شكل اختياري إذا صح التعبير .. والاختيارات في أغلبها كانت بعيدة عن الخبرة الصحفية .. و المؤهلات المطلوبة.!! فالحافز الشخصي لمن يعمل في الصحافة .. كما يقول أستاذنا (حمد الجاسر) هو في الحقيقة الأساس الذي كان يجب مراعاته في الاختيار .. وعلى أساس واقعي .. موهبة واحترافا في مجال الصحافة ..!!
فإعادة النظر في المؤسسات الصحفية .. أجدى من فكرة الدمج الذي يتحدثون عنه .. وجعلها شركات إعلامية متخصصة أو إصدارها بمبادرات جماعية من قبل صحفيين محترفين لا فرض فيها ولا دعم .. إلا في حدود ما يفرضه قانون المطبوعات هي الوسيلة الناجحة أو البديل للدمج ..!!
فالصحف في بلاد العالم – ماعدا الكتلة الشيوعية أو الاشتراكية- تصدر عن شركات إعلامية متخصصة تتحمل نتيجة فشلها أو نجاحها .. وتكون مستعدة لهذه التجربة وخوض معركة التنافس في استقطاب القارئ .. والصحفي المحترف ..!!
والدليل على نجاح هذه الوسيلة .. هو النجاح المشهود للشركة السعودية للأبحاث والتسويق ..!!
فلماذا –مثلاً- لا تقوم شركة تهامة للإعلان بخطوة صحفية .. وقد ثبت نجاحها في أعمالها بفضل جهود شباب سعودي اقتحموا هذا الميدان وبرزوا فيه ..!!
ولماذا لا يترك المجال لمجموعة من الصحفيين البارزين الأكفاء بإصدار صحيفة يومية يتحملون فشلها إن فشلت .. وينعمون بنجاحها إن نجحت فالجهود المبذولة من قبلهم في صحف المؤسسات يدعو للتفاؤل .. ولا يوحي بالفشل ..!!
وجحا أولى بلحم ثورة كما يقولون .. وأرجو أن لا أكون ثوراً في تطفلي هذا وتدخلي في شؤون الصحافة ..!!
الأستاذ (محمد سعيد طيب) لديـه وعي وحس تجاري صحافي مرموق فلماذا لا يفكر في هذه الخطوة ..؟؟ والسلام..!!