تخطى إلى المحتوى

تعقيب في مشكلة المدارس الأجنبية

    الدكتور سعيد فالح الغامدي.. الأستاذ في جامعة الملك عبد العزيز بجدة والمتخصص في اللغة العربية.. يكتب في بعض الأحيان ليعالج قضايا تعليميه يلمس تأثيراتها السلبية في المدى البعيد على الأجيال القادمة وعندما ينتقد بعض المناهج التعليمية.. والنظم الدراسية.. إنما ينطلق عن خبره وتخصص في هذا المجال.!!

    وحديثه في جميع كتاباته مباشر لا يحاول التلاعب بالألفاظ والتخييل بالاستعارات والتلوينات الحداثية.. ولكنه يتحدث بأسلوب الكاتب الاجتماعي الذي لا يهمه التحليق في أجواء الخيال.. بقدر ما يهمه إيصال الفكرة للمتلقي..!!

    وفي يومياته بجريدة البلاد.. الصادرة في الخامس والعشرين من ذي القعدة.. تحدث عن ظاهرة إصرار بعض الأسر في المملكة على إدخال أبنائهم الصغار في مدارس أجنبية لا تخضع للإشراف الحكومي في داخل المملكة.. لاعتقادهم بأن هذه المدارس تمكن الطالب من معرفة اللغة الإنجليزية.. بخلاف المدارس الحكومية..!!

    كما أن بعض الأسر تحرص أيضاً على استقدام مربيات أجنبيات يجدن اللغة الإنجليزية.. للتحدث مع الأطفال في سن مبكره..!!

    وهو يرى بأن ذلك توجه خاطئ.. لأن له تأثيراً كبيراً على هؤلاء الأطفال الصغار من الناحية التربوية.. والاجتماعية.. كما أن إصرار هذه الأسر على إدخال الطفل في المدارس التابعة للسفارات الأجنبية.. والمدارس الخاصة الأجنبية التي لا تخضع لإشراف إدارات التعليم في المملكة.. سوف تؤدي لمحاذير معروفه.. كما يؤدي إلى ضعف مستوى الطالب في لغته العربية إذا أستمر في هذه المدارس حتى المرحلة الثانوية..!!

    فإذا كنا نشكو من ضعف مستوى طلابنا في اللغة العربية بالرغم من تدريسها بكثافة في مختلف المراحل التعليمية في المدارس الحكومية.. فكيف يكون حال الطالب الذي يصر ذووه على إدخاله في مدارس أجنبية لا تدرس اللغة العربية..؟

    كيف يستطيع أن يتحدث أو يكتب بلغه عربية سليمة عندما يتخرج من هذه المدارس؟؟ وكيف تكون نفسيته عندما يتوظف في إدارة حكومية ويرى بأنه عاجز عن كتابة مذكره أو خطاب رسمي بلغة عربية سليمة؟؟

    لا جدال بأن تعلم اللغة الإنجليزية وإجادة التحدث بها.. ضرورة ملح في عصرنا الحاضر..

    غير أن هذا لا يعني.. كما يقول الدكتور سعيد- وهو مصيب في ذلك- التفريط في لغتنا العربية.. وتركيز هاجسنا على اللغة الأجنبية فقط دون اهتمام بالاعتبارات الحيوية الأخرى. هو خطأ فاحش!!

    فليس منشك في أن إصرار البعض على اختيار هذه المدارس.. على الرغم من المحاذير المعروفة.. هو من الأخطاء التي نرتكبها بوعي.. أو بدون وعي تقليداً.. أو محاكاة.. كما نفعل في كثير من تصرفاتنا الحياتية..!!.. وربما يكون هذا الإصرار تجسيداً لظاهره اجتماعية نفسيه معروفه في التاريخ.. وهي ميل الإنسان لتقليد اللغة المتفوقة ..!! وهي ظاهره لا يمكن معالجتها بالانتقاد والإرشاد.. ودغدغه العواطف.. ولكني أعتقد بأن علاج هذه المشكلة يكون بالاهتمام باللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية في جميع المراحل التعليمية.. اسوه بالمدارس الخاصة المنتشرة في المملكة.. والتي تخضع للإشراف الحكومي..!!

    لماذا تكون الطالبة,, أو الطالب المتخرج من هذه المدارس.. أقوى في هذه اللغة.. من الطلبة المتخرجين من مدارس حكومية..؟؟ وتفوقهم في هذه اللغة.. لا يعني أيضاً ضعفهم في اللغة العربية!!

    لماذا لا يكون هناك تفكير في تطوير وسائل تعليم هذه اللغة في المدارس الحكومية وهي معروفه.. وتطوير مناهجها..؟؟ واختيار المدرسين المتخصصين بتدريسها ولو من خارج المملكة..؟

    المشكلة في رأينا.. هو أن فاقد الشيء لا يعطيه.. فالغالبية العظمى من مدرسي اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية وفي جميع المراحل الدراسية يختلفون في المستوى التعليمي عن أولئك الذي يدرسون هذه اللغة في المدارس الخاصة!! لقد كتب الكثيرون عن ظاهرة تدني مستوى أبنائنا الطلاب في اللغة الإنجليزية.. وحل هذه المشكلة واجب رجال التعليم المتخصصين في هذه المادة وطرق تدريسها.. كما هو واجب المسؤولين في وزارة المعارف العامة لتعليم البنات.. وإذا لم يكن هناك تفكير في ذلك فستظل الرغبة موجودة عند الكثير من الأسر لإدخال أبنائها في المدارس الأجنبية التي لا تخضع لإشراف حكومي.. والتي تطرق إليها وأنتقدها الدكتور سعيد فالح الغامدي. وسكوت المسؤولين عن التعليم في المملكة على التحاق الأطفال السعوديين.. وأطفال العرب المسلمين المقيمين في المملكة.. بمدارس السفارات الأجنبية والمدارس الخاصة التي لا تخضع لإشراف حكومي.. في الإدارة والمناهج التعليمية خطأ.. يجب أن يعاد النظر فيه.. لأن هؤلاء الأطفال أمانه في أعناقهم.. فالسكوت ليس هو الحل الصحيح لهذه المشكلة.. كما أن القول.. بأن ليس بالإمكان أبدع مما كان في موضوع تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية ليس هو الحل الأمثل أيضاً..!!