تخطى إلى المحتوى

المواطن الصالح ضرورة للمجتمع الصالح

    كلمه أعجبتني بعنوان (الجنيه الذهب) نشرت بمجلة (اليمامة) في أحد أعدادها السابقة.. بقلم الدكتور عبد العزيز إسماعيل داغستاني.. وهي كلمه صادقه.. لوذعيه حركت شجني. وآهاتي.. ولامست وتراً مشدوداً بالأسى من وجود حقيقة نشاهدها.. أو نلمسها في حياتنا الاجتماعية.. هي نقيض ما يجب أن نكون عليه بعد أن وصلنا إلى مستوى تعليمي ومعرفي.. ووعي ثقافي نعتز به..!!

    حقيقة أن لا يكون البعض منا مخلصاً مع نفسه أو منسجماً مع وعيه.. يقول شيئاً أو يتظاهر به.. ولكن ما يفعله شيء آخر..!! تراه يتحدث عن المبادئ.. وينتقد التصرف الخطأ الذي عرفه أو يشاهده.. وعندما تكون له مصلحه ذاتيه ينسى ما يقوله ويتصرف بما يخالف الضمير..!! ولا شك أن الإنسان لا يكون مواكنا صالحاً إذا تصرف بوحي من مصلحته الذاتية التي تعارض مع الضمير و الأخلاق الحميدة..!!

    هناك من يعتقد أن هذه الظاهرة- أي ظاهرة أن يكون للإنسان وجهان مختلفان في سلوكه وعمله ربما تكون نتيجة لإفرازات الطفرة المالية التي مرت بنا.. وأن تذبذب الإنسان منا بين التصرف الصحيح.. و التصرف الخطأ في حياته الخاصة و العامة هو بسبب تأثير الحياة العصرية الوافدة و انبهارنا بها ..!! ورحم الله من قال:

    نعيب زماننا و العيب فينا

    وما لزماننا .. عيب سوانا..!!

    بين الفضائل و الرذائل..!!

    أحد المفكرين العرب قال مره.. من يعطني بفلسفات الشرق كلها مدفعاً..؟؟ وهي مقوله أحسب أنها كانت مبهورة بواقع ومقهورة من واقع..!! بإنجازات الغرب العسكرية والعلمية ومقهورة من فقر الشرق منها..!! وكذلك القول.. بأن رذائل الغرب لم تمنعه من أن يكون قوياً.. كما أن فضائل الشرق – أي فلسفاته – لم تتقدم به.. ولم تجعله قوياً.. هي كذلك عباره مبهورة من قوه الغرب.. ومقهورة من الواقع العربي المعاش..!!

    وقوة الغرب إذا أردنا الحقيقة لا دخل للفضائل والرذائل في وجودها.. لأن هذه القوة مستمده من شيء آخر.. هو تقدم الغرب في العلوم والتقنية العسكرية الحديثة..!!

    ومما لا شك فيه بأن العالم العربي.. وهو جزء من الشرق قد أصبح بعد انهيار الدولة العثمانية يفتقر للقوة لأسباب يمكن تصورها في الحتميات التاريخية التي أستنبطها المؤرخ العربي العظيم (إبن خلدون) في مقدمته المشهورة.. كما أن نظرية الاستجابة.. و التحدي التي قال بها المؤرخ الإنجليزي المعاصر (توينبي) يمكن تصورها من قبيل هذه الحتميات التاريخية..!!

    فالغرب في العصور الوسطي لم يكن لديه الإمكانيات و المؤهلات التي تجعله قوياً.. إلا بعد احتكاكه بالعرب أو الحضارة العربية في الأندلس و نقله كثيراً من العلوم والمعرفة العربية.. ولكنه في عصر النهضة أستفاد منها في تطوير اختراعاته العسكرية التي أستطاع بها أن يستعمر الشرق و يستفيد من ثرواته الطبيعية مده طويله لتقويه إمكانياته الاقتصادية.. و الصناعية. والعسكرية.. وبقي الشرق مستعمراً محروماً من الإنجازات العلمية العسكرية..!!

    إذن هناك حتميات تاريخيه تؤثر في قوة الأمم.. وإمكانيات علميه مستجده تزيد من قوة الأمم. وإمكانيات علميه مستجده تزيد من قوة الأمم أيضاً ..!!

    غير أن العلم في اعتقادنا ليس وقفاً على أمة من الأمم أليس الأبد.. فقد تستيقظ الأمم الشرقية مثل اليابان حالياً.. وتحقق إنجازات عسكريه كبيره تضمن لها القوة.. كما أن العالم العربي أيضاً قد يحقق مثل هذه الإنجازات العلمية العسكرية في المستقبل.. إذا تهيأت له الظروف ومن يدري..!!

    وقفه تأمل

    -عندما تحترم الفضيلة.. فأنت تحترم نفسك!!

    -انبهارك بالقوة دليل ضعف.. ولكن إعجابك بها دليل قوة!!

    -جرح بدنك.. قد يكون أخف ألماً من جرح

    وطنك!!

    -الضعف إملاقا.. ولا الضعف أخلاقاً..!!

    -قال أحد الحكماء:

    إذا تزوجت المرأة المتعلمة.. فأنتما زوجان!!

    وإذا تزوجت نصف متعلمه. فإنكما في الغالب تتفقان!!

    أما الجاهلية.. فأنتما إبرة وكشتبان..!!