تخطى إلى المحتوى

القراءة .. وكتابة التاريخ من جديد

    القراءة قد تكون لمن يكرس حياته للعلم و المعرفة.. طبيعة ذاتيه تشغله عن الأمور الحياتية المعاشه.. فهي له بمثابة الماء و الهواء للكائنات الحيه !! وقد تكون هواية محببه للنفس يجتهد الإنسان في أن يمنحها بعض الوقت لاكتساب المعرفة.. ووسيلة القراءة كانت و لا تزال حتى الآن هي الكتب..!!

    غير أن الصحف اليومية في الوقت الحاضر.. قد أصبحت منافسة ومن أجل ذلك تحاول أغلب الصحف أن تضم عدداً كبيراً من محرري الصفحات المتخصصة في مختلف العلوم.. و الفنون لاجتذاب القراء..!! و الصحافة في المملكة لم تصل بعد في الواقع إلى إيجاد هؤلاء المحررين لكي تكون منافسة للكتب.. ربما بسبب ضعف إمكانياتها المادية.. فكل المواد المتوفرة فيها غير الإخبارية مركزه على اهتمامات شعبية..كالرياضة و الحياة الفنية.. والشعر الشعبي .. وهي اهتمامات ليس لها مردود فكري للمتلقي..!! و لذلك تبقى مطالعة الكتب التراثية و الحديثة هي الوسيلة المفيدة لمن يريد أن يحقق تطلعاته الثقافية..!!

    ليس هذا انتقادا للصحافة.. ولكنه تعليق على كلمة الكاتب الصحفي المشهور الأستاذ عبدالله عمر خياط المنشورة في زاويته اليومية.. بجريدة عكاظ حول الحلقات التاريخية التي ينشرها الأديب الكبير الأستاذ محمد علي مغربي.. و ما ذكره عن تطلعات القراء.. لما يكتب في الصحف اليومية وهم:

    1 – عالم يريد منها التحقيق الموسع .. و الموثق..!!

    2 – مثقف يبحث عن الدراسة أو التحليل الذي يحمل رأيا .. أو فكره مفيدة تزيد من عمق ثقافته..!!

    3 – طالب علم أو خبر و هو مشغول بالعمل لتوفير لقمه العيش و يريد ممن يكتبون في الصحف أن يقدموا له خلاصة من الأفكار.. و المعطيات الثقافية..!!

    ورأي الكاتب الكريم هو ما يمثل واقعاً ملموساً في الحياة العامة.. وهو ما ينبغي أن تؤديه الصحافة.. كوسيلة لنشر الثقافة للقارئ بجانب تزويده بالأخبار المحلية والعالمية.. غير أن مطالعة الكتب تظل في اعتقادي هي الأساس لتحصيل الثقافة الجادة..!!

    ومطالعة كتب التاريخ العربي الحديث مفيدة للقارئ لمعرفة ما وقع فيه من أحداث نتيجة لمؤامرات .. و دسائس استعمارية .. أدت لإضعاف القوة الضاربة..الدفاعية للحكم الإسلامي في المنطقة .. بسبب غياب الوعي الجماعي أي عدم إدراك الشعوب العربية أو الإسلامية للآثار السلبية للخلافات الحزبية.. والنزاعات الطائفية .. التي كانت السياسة الاستعمارية بوحي من الصهيونية ..تعتمدها كحجر أساسي لتحقيق أضعاف القوة الإسلامية في المنطقة !! فالأحزاب السياسية التي نشأت على أساس فكرة القومية في العالم العربي لمعارضة الأحزاب القومية في العالم العربي لمعارضة الأحزاب القومية الطورانية في العصور المتأخرة للحكم العثماني.. و الانسحاب الاستعماري من شرق قناة السويس من أجل زرع الكيان الصهيوني في فلسطين.. وتكريس الانقلابات العسكرية.. فيما بعد .. وما صاحبها من شعارات حزبية قومية و عقائدية.. كل ذلك كان الهدف منه إضعاف التضامن العربي. و نشوء الخلافات بين الدول العربية..!!

    والأجيال العربية الحالية التي يشغل ذهنها واقع التمزق و الضياع و الإحباطات النفسية بسبب الانتكاسات الحربية في العالم العربي..هو الصراعات الطائفية.. يجب أن تقرأ هذا التاريخ لمعرفه أسباب الانتكاسات التي حلت في هذه المنطقة من العالم.. وهو ما أعتقد أنه رسالة أو واجب المفكرين العرب.. و من يتصدى لكتابة التاريخ..!!

    والأديب الكبير الأستاذ محمد علي مغربي الذي ينشر هذه الجريدة (جريدة البلاد) حلقات تاريخية بأسلوب سهل ممتنع.. وعرض جميل .. ربما يكون عمله الأدبي أكثر فائدة للمتلقي .. لو اشتمل على تحليل و تفسير للأحداث التاريخية..

    ومن المعروف بأن تاريخ الدولة الأموية التي قامت على أنقاضها الدولة العباسية قد تعرض تدوينه للأهواء الشخصية.. كما عاصر هاتين الدولتين وجود أحزان و مذاهب دينيه متطرفة أودنها الشعوبية و قد يكون لها تأثير في تدوين هذا التاريخ ..!! لذلك فالكتابة عنه ينبغي أن تشتمل على مرئيات و تحليلات من المؤلف تعتمد على منهج علمي .. وليس من شك في أن القارئ يتطلع إلى هذا العمل أي الدراسة العلمية للتاريخ..!!

    وتاريخ الدولة الأموية و العباسية يختلف عن تاريخ السيرة النبوية و سيرة الخلفاء الراشدين.. فالحوادث فيهما موثقه بإسناد لا يرقى إليه الشك ..ولكن التاريخ الأموي و العباسي من الممكن أن يخضع لمنهج علمي لأن أغلب ما ورد فيه يستشف منه القارئ المبالغة في تفظيعات القادة الأمويين.. بالعلويين و الروايات المختلفة عن الخلفاء العباسيين شيء معروف..