في مجلس خاص ضم بعض الأصدقاء.. دار نقاش حول الصحافة المحلية.. شجونها.. وشؤونها.. وما يكتب فيها.. وكان هناك شبه إجماع على أنها متشابهة ..!! غير أنني لا أميل لهذا الرأي..!! لأن تشابه الصفحات التي تتناول الحياة الأدبية والرياضية.. والفنية دليل حيوية ونشاط صحفي يجسد اهتمامات القارئ..!!
فالأهمية في رأيي هي في معطيات الرأي في الصحيفة.. أي أن تكون أداة توجيه.. وأجمل ثوب ترتديه هو أن تكون ملتزمة بأمانة الكلمة ..!! والقيم الأخلاقية التي تدعونا إليها عقيدتنا الإسلامية,,!!
والمطلوب من رئاسة التحرير في الصحيفة هو الاهتمام بمعاناة المواطن إن وجدت والكتابة عنها بحريه و موضوعيه.. وأن تكون الجريدة منبراً لدعوة الإصلاح.. وانتقاد السلوكيات الخاطئة في حياتنا.. لأن الاعتزام بأمانه الكلمة يجعل المتلقي يقدر معطيات الصحيفة ويحرص على اقتنائها و قراءتها..!!
ومن واجب رئاسة التحرير أن لا تفسح المجال لأقلام غير وطنيه معنيه بطروحات فكريه لا تتفق مع تراثنا الإسلامي.. وموروثاتنا الحضارية..!! ومن يعتقد بأن إفساح المجال لها في صحافتنا يعني الانفتاح على الثقافة المعاصرة.. في الشرق والغرب فهو مخطئ إذا كان الهدف تشويه أصالة الموروث لدينا.. أو الدعابة لأفكار تخالف العقيدة ..!!
وإذا كان هناك من يرى بأن عدم نشر هذه المناهج الفكرية في صحافتنا لا يغير شيئاً من الواقع المعاش.. لأن المتلقي يجدها في صحف عربية أخرى متوفرة في المملكة.. أو في مؤلفات.. فهو مخطئ أيضاً ذلك أن السماح بنشرها في صحافتنا المحلية يوحي للقارئ الناشئ بأنها أفكار.. أو طروحات مقبولة..!! وتوخي طرحها في تلك الصحف لا يعني حتميه تقليدها..!!
ومن الملاحظ بأن صحافتنا المحلية تعتمد على إعطاء الخبر والرأي والحياة الاجتماعية أهمية كبيره.. و تسرف في تخصيص صفحات للنشاط الرياضي.. و الحياة الأدبية.. والفنون الشعبية.. باعتبار أن ذلك يزيد من توزيع الجريدة ومن هنا ينشأ انطباع لدى القارئ بأن الصحافة المحلية متشابهة..!
وأعتقد بأن فكره التخصص في مجال معين كالحياة الاقتصادية والتجارية المحلية والعالمية.. والتركيز عليها من قبل الصحيفة.. أو البحوث العلمية.. و الدراسات السياسية. ربما يكون بديلاً عن هذه التنافس في الصفحات فإني أقصد هو أن يكون للصحيفة طابع خاص تتميز به عن غيرها ..
ولا جدال بأن تخصص الصحيفة في مجال معين من هذه المجالات يستدعي وجود كفاءات متخصصه للتحرير في الجريدة..
وقفه للتأمل:-
ودع المسلمون منذ أيام قليلة أيام شهر رمضان المبارك.. شهر الرحمة والغفران.. و لا شك بأن كل واحد منا قد تمنى على الله أن يتقبل صيامه.. وأن يغفر له خطاياه..!! وإذا كان قلب الإنسان يشتاق في هذا الشهر الفضيل لمناجاة خالقه.. لطلب المغفرة فإن التزامه بما يوصى به هذا الشهر من أخلاقيات فاضله في الحياة.. يجب أن يظل التزاما مستمراً في جميع الأوقات..!!
لك أن مفهوم الصيام ليس طقساً دينياً يؤديه الإنسان لفتره زمنيه ثم يعود لمخالفه ما يوصي به.. وهو المحبة و التسامح.. ومساعدة الفقير و إرضاء الضمير.. بمخافة الله ..!!
كم في معاني الصوم من إيماءه
بفضائل يدعو لها الإسلام.!!
فالجود فيه لمن يعاني خصاصه
فرض على أهل الغني.. وذمام!!
مجد الصيام.. شفاء كل معذب
لا يرتضيه.. فمجده أنعام!!
وجميل ما يوصي به.. أو تقتدي
فيه النفوس.. محبه وسلام!!
والنفس إن أصغت لوحي فضيله
شرفت.. وما زلت لها أقدام!!
غفران ذنب المرء أن لا يكتوي
منه الضمير الحر… والأقوام!!
جرح الضمير.. بما يخالف وحيه
كجروح نفس الحر حين تضام!!