ندوة الحوار القومي.. والديني التي عقدت في القاهرة.. والتي أشترك فيها نخبة من مثقفي الأقطار العربية.. أحسب أنها تجمع ثقافي قد يتمخض عنه صيغه حضارية تنقذ الأمة العربية من سيطرت ذهنيات طائفية أو مذهبية.. أو عرقيه عانت منها الأجيال العربية في تاريخنا الحديث..!!
وعلى الرغم من أنني لا أرى بأن هناك اختلافا من الناحية التاريخية والواقع بين العروبة والإسلام.. وهو المقصود كما يحيا إلى من انعقاد هذه الندوة.. لأن العلاقة بين العروبة والإسلام علاقة أزليه.. إلا أنني أجد بأن ما يدور في هذه الندوة يعطي انطباعا بأهمية الحوار والنقاش في القضايا الفكرية..
غير أن الشيء الذي ينبغي ألا يغيب عن بال المتحاورين في هذه الندوة.. هو أن القومية العربية التي دعا إليها بعض المفكرين العرب قبل الحرب العالمية الأولى لم يكن الهدف منها خلاص الأمة العربية من معاناتها.. وإنما كانت سياسة استعمارية تهدف لتقويض الدولة العثمانية.. كما أن إطلاق شعار القومية العربية في مطلع الخمسينات لم ينتج عنه سوى نفور الأقليات العرقية في بعض الأقطار العربية.. وتطبيق الأيديولوجيات الحديثة في بعض هذه الأقطار حينذاك قد أدى لصراع طبقي وخلافات لم تستفد منها الأمة العربية..!!
كما لا ينبغي أن يغيب عن بالنا.. أن الدين الإسلامي منذ عهود الاستعمار وحتى الآن يتعرض لحملات عداء واستعداء وتشويه لمعطياته.. لا لكونه عربياً أو غير عربي.. ولا لكونه يتفق أو لا يتفق مع مفهوم القومية العربية.. أو لا يتلاءم مع (المعاصرة) كما يدعي المعرضون والمخدوعون.. ولكن لأنه يمثل قوة روحيه لشعوب تعيش في منطقة مستهدفة من أفكار وأطماع صهيونيه ظالمه..!!
ومن هنا يجب أن نعترف بأن الحوار المفيد من قبل النخبة العربية المثقفة ليس هو الحوار القومي.. الديني لأن تعاليم الإسلام ومبادئه لا ترفض التعايش السلمي بين أبناء الأمة العربية.. ولا تقف عقبة في طريق التحضر والتقدم العلمي بل تدعو إليه.. ولكن الحوار الذي أعتقد بأنه يفيد العقلية العربية الجديدة.. هو محاولة استقراء التجارب التاريخية التي مرت على العالم العربي في تلك الفترة.. وتقييم معطياتها أو نتائجها سياسياً.. واقتصاديا.. واجتماعيا.. وتأثير ذلك على القضايا المصيرية للأمة العربية..!!
فلماذا كنا نسمح بتواجد أنظمة حزبية شمولية.. قوميه وشيوعيه.. ولا نسمح بقيام حزب إسلامي يدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية بالطرق الدستورية والديموقراطية..؟ ؟ علماً بأن هناك فرقاً بين الصحوة الإسلامية التي ظهرت في بعض الأقطار العربية بعد الانتكاسات العربية المعروفة.. والتطرف والتعصب الديني الذي تغديه وتشجعه الصهيونية العالمية في إيران وفي بعض البلاد العربية والإسلامية..!!