تخطى إلى المحتوى

الإنتماء الصادق للوطن .. هو الإخلاص للعقيدة

    حديث خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز. في جلسته الأسبوعية التي يحضرها جموع من المواطنين.. و المنشور في كل من جريدة البلاد .. وعكاظ يوم الأربعاء الموافق 21 شوال 1407 هـ. لا شك بأنه صادر عن إحساس صادق .. و معرفه واعيه لحقيقة ما يجري في العالم العربي من أحداث .. و ما يحاك له من دسائس و مؤامرات منذ أن غرست دولة الإثم إسرائيل في قلب فلسطين.!!
    كما أنه حديث من يشعر بضخامة المسؤولية في توعية الرأي العام المحلي .. والعربي. و الإسلامي تجاه ما يتعرض له من غزو فكري يستهدف أضعاف العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين..!!

    وعندما يقول – حفظه لله – بأنه لا مساومه على العقيدة .. فهو يعبر للعالم أجمع بأن مسؤوليته كزعيم لبلد شرفه الله بالأماكن الإسلامية المقدسة .. تحتم عليه أن يحافظ على العقيدة الإسلامية .. و أن يساعد المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد .. و التعصب الديني في بلادهم..!!

    وهو مفهوم ينبغي على كل مواطن أن يعيه .. لأن قدرنا كدولة حامية للأماكن المقدسة .. و كشعب مسلم يفخر بانتمائه لهذا الوطن .. هو الدفاع عن العقيدة الإسلامية..!!

    وليس من شك في أن الانتماء الصادق لهذه الأرض.. وهذا الوطن المقدس لا يتحقق إلا بالتمسك بالعقيدة. و الأخذ أيضاً بأسباب القوة العلمية.. لأن الدين الإسلامي في حقيقته لا يتعارض مطلقاً مع العلم.. ومن يحاول أن يكرس في أذهان الناشئين ما ينافي هذا المفهوم فهو بال شك يجهل معطيات الدين الإسلامي الصحيحة..!!

    وإذا كان الانتماء الصادق .. لهذا الوطن المقدس لا يتحقق إلا بالإخلاص للعقيدة .. كما يقول القائد.. فإن نهضته أيضاً لا تتحقق بغير الحب و الوئام بين المواطنين..و في ظل حياة آمنه مستقرة..!! لأننا نلمس ما أصاب بعض البلاد العربية من تمزق .. وويلات .. وانتكاسات نتيجة لوجود انتماءات طائفيه.. و مذاهب أيديولوجيات متطرفة .. كانت السبب في أضعاف قوته الذاتية.. وهو أنه على الطامعين بثروات الطبيعية .. و المتربصين به لتحطيم إمكانياته المادية و أضعاف انتمائه الوطني ..!!

    ونحن في هذا لكيان الكبير .. لابد أن نعي هذه الحقائق .. وأن نكون حاكمين و محكومين على مستوى الأحداث.. وأن لا ندعي شيئاً .. ونفعل شيئاً آخر كما يقول القائد حفظه الله..!!

    وقفه للتأمل:

    هل صحيح أن المبادئ الأخلاقية في هذا الزمن المسكون بالانا و الذات .. و الانقياد الأعمى للماديات .. قد أصبحت ديناصورات منقرضة..؟؟

    يقول صديقي .. أن الوفاء في التعامل بين الأصدقاء .. و الصدق مع النفس .. و المحبة في الله التي كان الناس في السابق يحرصون عليها قد أصبحت أفتقدها .. ويقول أنني لا أريد أن أكون متشائماً .. فأقول بأن من المستحيل أن يكون لهذه الأخلاق وجود .. لأن الحياة لو خلت.. لخربت..!! ولكني أحس بأن نظرة الإنسان قد أصبحت ماديه..!! حتى العواطف الإنسانية الجميلة.. عندما يتغنى بها شاعر أو أديب يمل منها القارئ..!!

    قلت له نعم.. وهذه الأبيات تصور الواقع :

    يا صميم الحياة.. أين المروءات

    لقومي ..؟؟ وأين مني سناك؟

    لا أداجي.. فالطبع مني ذميم

    رب يوم.. شكوت منه انتهاكا!!

    فالغوايات قد تجيش بصدري

    شبح الطين.. لا يكون ملاكاً!!

    اشجب الإثم في الحياة. وفكري

    يتردى .. من طينتي إدراكاً!!

    غير أني .. أروم عفوك عني

    فاقترافي للإثم لا يخفاكاً!!