للحرية مفهوم جيل في ذهن الإنسان..!!
ولا جدال في أنه لا يوجد هناك اختلاف بين إدراك شخص وأخر .. حول مفهوم الحرية.. إذا كانت تعبيراً عن النفس أو الذات..أي الاختيار أو قبول ورفض شيء معين .. لأن هذا المفهوم هو الذي يفرق بين الإنسان والحيوان .. ويبعده عن سلب إرادته..!!
ولكن الاختلاف يوجد إذا كان محتوى أو مضمون الحرية يعني فكراً يتعارض مع القيم والمثل والمبادئ الإنسانية .. أو الأعراف السائدة في مجتمع إنساني..!! أو يعني سلوكاً علمياً يتعارض مع القيم والمثل والمبادئ الإنسانية ..أو الأعراف السائدة في مجتمع إنساني. !! أو يعني سلوكاً عملياً يتعارض مع الحقوق المشروعة للفرد .. والمصلحة العامة..!!
فالحرية – مثلاً – لها مدلول عذب وجميل عند الإنسان .. إذا كانت تعني الانعتاق من العبودية .. والتحرر من الظلم والاضطهاد .. وهي في كل لغات العالم تدل على هذا المعنى .. غير أن شعار الحرية قد استغل في التاريخ الحديث لترويج أهداف فكريه معينه .. فلم تكن تعني في أغلب الأحيان هذا المفهوم أي تحرير الفرد من التحكم والاستبداد والمطالبة بحقوقه .. ولكنه شعار قد أطلقه بعض المفكرين والكتاب في الغرب والشرق – قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها-لتبرير توجهات فكرية وسياسية تهدف لتقويض العقائد الروحية للشعوب الغربية .. وقد تأثرت منطقة الشرق الأوسط بهذا الشعار لتكريس سياسة مرسومه لهذه المنطقة..!!
فالثورة الفرنسية قد طرحت الحرية للتحرر من أقطاع القرون الوسطى .. وكان هذت الطرح مقبولاً للرأي العام في الغرب .. ولكن المفكرين والكتاب قد استغلوه فيما بعد لترويج أفكار علمانية ضد القيم الروحية .. أي ضد استلاب القديم كما يقولون حالياً..!!
كما استغل هذا الشعار في المشرق لأهداف سياسية باطنيه..
ما أقول به ليس تحرصاً لا يستند على دليل ملموس ولكنه حقيقة تاريخية معروفه لكل شخص مثقف يقرأ التاريخ ويحاول أن يتعرف على أسباب ونتائج حوادثه..!!
وما دعاني للتطرق لهذا الموضوع .. هو ما أصبح يثار حالياً في صحافتنا حول الحرية ومعطياتها ..!! فالحرية بمعنى إختيار الفرد لشيء يخصه .. أو يخص تفكيره الذاتي .. كما يقول المواطن محمد بن ناصر الأسمري .. فليس هناك إختلاف عليه .. ولكن عندما يطرح الإختيار الفكري علناً مناقضاً للمثل والقيم الروحية التي نؤمن بها فهو طرح مرفوض من كل إنسان عاقل..!!