تخطى إلى المحتوى

تعريب العلوم

    موضوع تعريب العلوم في رأيي-أهم بكثير من أسلمه العلوم التي تحدثت عنها الصحف العربية في الفترة الأخيرة .. وطرحت في صحافتنا للمناقشة..!!
    وهاجس تعريب العلوم سبق وأن كتب عنه الكثيرون في البلاد العربية .. وطرح في اجتماعات المجامع اللغوية العربية منذ أمد بعيد .. وأعتقد بأنه هدف رئيسي من أهداف منظمة العلوم والثقافة العربية (الاليسكو) التابعة لجامعتنا العربية العتيدة..!! كما طرح أيضاً على مجالس جامعات عربية بعد الحرب العالمية الثانية .. ولكن هذا الهاجس لم يتحقق من شيء لأن من يتولى مقاليد الأمور في تلك المؤسسات .. إما مستغرب يسيطر على تفكيره مركب النقص .. وهذا الشعور بطبيعة الحال يؤدي للتبعية العلمية والفكرية للغرب .. وإما شخص لا يريد أن يكون للأمة العربية نهضه علميه متميزة .. كالتي حققها الشعب الياباني في تاريخه الحديث..!!

    نعم العلوم لا هوية لها .. وهي حجه من لا يؤمن بالتعريب .. ولكن عندما لا تكون هناك أداه للعبير عن العلوم لدى أمة من الأمم .. إلا لغة أجنبية فإن هذه الأمة لا يكون لها حينئذ شخصية علمية.. أو حتى ثقافية أو فكرية .. ويفقد بالتالي أصالتها في تكوين مقوماتها الحضارية .. وتصبح أمة تابعة حتى وإن رحل عنها الاستعمار .. الذي ناضلت من أجل رحيله..!

    واللغة تاريخياً فيما أعتقد هي الأساس الذي تبني عليه حضارة أمة من الأمم .. وضعفها – تاريخياً أيضاً – يؤدي ألى ضعف أو انهيار هذه الحضارة .. ولذلك نجد أن الغرب منذ نهضته العلمية الحديثة .. يحاول فرض لغته على الشعوب المستعمرة بشتى الوسائل والطرق..!!

    وليس معنى تعريب العلوم تجاهل اللغات الأجنبية أو رفضها (أكاديمياً) ولكن واجب الأمة العربية هو محاوله نقل العلوم الحديثة إلى اللغة العربية .. أو جعل هذا الهاجس سياسة أو إستراتيجية أكاديمية تقوم بتنفيذها الحكومات العربية .. والمؤسسات العلمية فيها .. للأجيال العربية القادمة.!

    حقاً إن الأفكار تتبلد في الذهن عند الانبهار بعظمة أمة من الأمم حققت الإعجاز.. وهذه الخاطرة طرأت في ذهني بمناسبة الحديث عن اسلمه العلوم ودعوة جريدة العلم المغربية بقيادة المناضل الوطني الكبير الأستاذ عبد الكريم غلاب رئيس تحريرها .. للتعريب في المغرب العربي الشقيق..!!