تخطى إلى المحتوى

بعد إجتياح العاصفه للذكرى

    والمراقب للساحة الأدبية في المملكة من خمسه أعوام مضت .. قد يلاحظ بروز ظاهرتين لم يكن لهما وجود من قبل .. وهما ظاهرة الشللية في بعض الصحف يقودها شباب مثقف متحمس للتجديد في الفنون الأدبية لأنه لا يرى في الإنتاج الأدبي للجيل السابق له أي زخم أو تأثير في الحياة..!!
    والظاهرة الثانية تتمثل في هجمة تيار الحداثة الأدبية والنقدية .. بتنظيراتها وطروحاتها .. وتسليط الضوء على أبرز روادها من نقاد ومفكرين في الغرب .. وهو شيء لم يكن له وجود يذكر في الصحافة الأدبية من قبل..!!

    والشيء الملفت للنظر في تلك الفترة هو أن أغلب الأقلام التي كانت تتحدث عن تلك الاتجاهات الأدبية الحديثة .. كانت أقلاماً وافده .. أو مستكتبه من بلاد عربية أخرى .. وأن أغلب الأقلام الوطنية الشابة المتحمسة لتلك الاتجاهات كانت تكتب بوحي أو تشجيع من أشخاص وافدين يعملون في مجال الصحافة أو مهنه التدريس في الجامعات..!!

    أي إن إشكاليات الحداثة الأدبية والنقدية لم تكن وليده تفاعل فكري .. أو معاناة حضارية أو نفسية لحياتنا الاجتماعية .. بقدر ماهي تقليد أو انبهار بطروحات وتنظيرات موجهه للفكر العربي بأسره .. لا تتفق مع الأصالة التراثية والفكرية لإنسان الجزيرة العربية ..!! كما أن المادة التي أصبحت موضوعاً للطرح والمناظرة – وهو الشعر المنثور – والمفاهيم المنبثقة عنه ومحاولة تبريره وإبراز معطياتها لا تمثل حقيقة أو مفهوم الشعر العربي الأصيل .. وإن لم تصدقوني يا شباب .. فاسألوا المستشرقين في الغرب الأحياء منهم و الأموات ..

    هل قصيدة النثر تسمى شعراً..؟؟