ما أثاره الصحفي .. والكاتب القدير محمد صلاح الدين في زاويته اليومية الهادفة (الفلك يدور) في صحيفة (المدينة المنورة) .. حول توقيع الحكومتين المغربية والأمريكية اتفاقيه لإنشاء جامعة أمريكية في الدار البيضاء .. على غرار الجامعة الأمريكية في بيروت والقاهرة .. وتعليقه على إيجابيه المناهج العلمية. ونظام التدريس .. واعتماد اللغة الإنجليزية للدراسة والتحصيل العلمي في هاتين الجامعتين.. أثار شجونا في نفسي عن أنظمة التدريس ومناهج التعليم الجامعي في الجامعات العربية..!!
وأخي الأستاذ محمد صلاح الدين عندما عدد مزايا هاتين الجامعتين التي لا تتوفر للجامعات العربية في الوطن العربي – مع الأسف – لا ينقصه طبعاً الوعي بخلفيات وجود تلك المؤسسات التعليمية التي أوجدها الغرب في الوطن العربي .. والهدف من إنشائها أصلاً .. ولكنه يحزن لتدهور التعليم العالي في الدول العربية .. نتيجة لتخلف المناهج (العلمية) الحديثة .. وتدني مستوى العطاء العلمي فيها .. لأن فاقد الشيء لا يعطيه..!!
فليس من شك أن هاتين الجامعتين منذ إنشائهما قد أفرزتا (نخبة) عربية مثقفه .. ولكنها نخبة (مدلجه) أثرت في الحياة السياسية والفكرية في العالم العربي قبل وبعد الحرب العالمية الثانية..!! أي أن المردود المعرفي لهاتين الجامعتين ينحصر في العلوم النظرية والفكرية دون العلوم التطبيقية – ماعدا الطب والهندسة المعمارية !!
والاهتمام بالدراسات النظرية إغفال تدريس العلوم الحديثة مقصود من الغرب .. فليس الهدف من إنشائهما خدمة الشعوب العربية فإنما القصد من إنشائها تحقيق أهداف أبعد ما تكون عن مصلحة هذه الشعوب .. وللحديث بقية..!!