تخطى إلى المحتوى

فلسفة التاريخ عند الغرب الحديث

    قلت في كلمة سابقة.. أن فلسفه التاريخ التي طرحها بعض المفكرين في الغرب حديثاً.. لم تؤسس من أجل غاية إنسانيه.. أو رؤية مستقبليه متفائلة مفيدة لحياة الإنسان.. لأنها تنطلق من أفكار تخدم أغراضاً أو أهدافاً معاديه للقيم الأخلاقية الموروثة للإنسان.. والبعض منها يعتمد على فكره الهدم للوجود الإنساني والتاريخ جزء منه مرغوب فيه لذات الهدم فقط..!!

    وبعض المثقفين العرب الذين قرؤوا هذه المعرفة الفلسفية الحديثة واستوعبوها.. نقلوا مضمونها إلى اللغة العربية.. دون أن يلفتوا إلى معارضة بعض المفكرين في الغرب لهذه المعرفة.. وتدليلهم على إفساد مفاهيمها ..!!

    وهناك من يعتقد بأن ترجمة أكثر مصادر معرفه في الغرب إلى اللغة العربية في الوقت الحاضر ليست – مع الأسف- انتقاء لما هو مفيد وصالح للحياة.. والإنسان وإنما أغلب تلك الترجمات قد تمت بدوافع مختلفة متسترة بدعوى المعرفة والانفتاح على الثقافة في الغرب!!..

    كما كان يحدث في الساحة الأدبية في منتصف القرن العشرين.. وهو ترجمة أعمال مستشرقين تشكك في أصالة اللغة العربية.. والموروث الحضاري للأمة العربية والإسلامية وفي العقود الأخيرة ترجمة الفلسفة الوجودية وغيرها…!!

    فإذا كان أخطر ما يتعرض له من يهتم بفلسفة التاريخ الحديثة.. كما يقول منتقدوها.. هو الوقوع في الوهم العدمي المعروف في التحليل النفسي.. والمعنى الدقيق في نظري لهذا النص.. هو (التضليل الهضمي) أو (الخداع الهدمي) وليس (الوهم العدمي).. فإن من يهتم بقرائه الفلسفة عموماً يتعرض للإحباط النفسي.. أو القلق النفسي.. لأنه سوف لن يجني منها.. غير قبض الريح..

    فليس للفلسفة القديمة والحديثة أي قيمة في حياة الفرد سواء كان مترفاً أو مسحوقاً.. وتدوين التاريخ إذن إن لم يكن للعظة والعبرة.. فهو أيضاً مدعاه للإحباط والقلق النفسي.. إذا كان مفعماً بالأحداث المؤلمة و الانتكاسات.. كما حصل في العقود العربية الأخيرة!!..