تخطى إلى المحتوى

المرأة ضحية الانحراف الخلقي في الغرب والشباب ضحية النظرة المادية

    يتعلق الإنسان ذكرا وأنثى في مطلع حياته .. ونضوج عقله وإدراكه .. بالمثل والأخلاق الفاضلة .. كالصدق ، والأمانة والشرف .. ونزاهة الضمير، ومحبة الوطن، واحترام حق الغير .. وتقديس التعاليم الدينية الموروثة ..!!
    أي أن الإنسان في مرحلة النضوج الفكري يميل تطبيعه لهذه المثل استجابة لفطرة الإنسان الخيرة ..!! وتأثرا بتعاليم دينية و أخلاقية سائدة في المجتمع الذي يعيش فيه ..!!
    فالشباب يعيش في مجتمع يحترم العقيدة الروحية ندرا ما ينحرف في سلوكه .. أما إذا كان يعيش في مجتمع لا يقيم وزنا للعقيدة الروحية .. فانه يكون اكثر استجابة للانحراف الأخلاقي ..!! ذلك أن الإنسان يولد – كما جاء في الأثر – علی الفطرة .. أبواه يهودانه .. أو يمجسانه ..
    كما أن الشباب قد يتعلق في مطلع حياته ونضوجه الفكري بشخصيات تاريخيه تتجسد فيها (البطولة الدينية) .. فیتاسي بها .. و يتأثر بما تمثله من أخلاق حميدة ..!! وقد يتحمس الشباب في مطلع حياته لتعاليم الدين ويتعلق بالمثل الأخلاقية التي تدعو إليها هذه التعاليم .. ولكنه عندما ينغمس في تيار الحياة العملية ..
    قد يفقد قليلا أو كثيرا من هذا الحماس استجابة لمتغيرات اجتماعية طارئه في مجتمعه .. أو تأثرا بنظرة مادية أو مصلحة ذاتية لا تتفق مع الأخلاقيات التي كان يتحمس لها ..!! فالشباب تنطبع سريعا في ذهنه المفاهيم السائدة في المجتمع .. ولكن التأثر بها يختلف من إنسان لأخر .. فالمجتمع الذين يحترم العقيدة الروحية .. والتعاليم الدينية .. يكون الشباب فيه اقل تعرضا للانحراف الأخلاقي أما المجتمعات التي لا تقيم وزنا للعقيدة فالانحراف فيها بين الشباب يكاد يكون نتيجة حتمية ..!!
    ومن قدر له أن يعيش في مجتمع غربي و شرقي يسيطر فيهما التفكير المادي .. يلمس ويشاهد ظاهرة الانحلال الخلقي بين الشباب هناك .. كالشذوذ الجنسي والعنف .. وتعاطي المخدرات .. وانحراف الأحداث .. توجد هذه السلوكيات لأن نظرة المجتمع للحياة في الغرب نظرة مادية .. ينتج عنها قسوة في القلوب ..
    وتبلد في العواطف وأبرز شاهد على تبلد العواطف .. وجود التفكك الأسري .. وعزوف الشباب من الجنسين عن الزواج .. وإذا تم ذلك فغالبا ما تكون المصلحة المادية هي العلاقة التي تنظم الحياة الزوجية ..!!
    ومن الملاحظ هناك بان المرأة الغربية قد أصبحت ضحية لهذا الانحلال الخلقي والانحراف في سلوكيات الشباب وتعاستها ومعاناتها من الواقع الذي تعيش فيه هو نتيجة لانغماسها في العمل المضنى المتواصل في شبابها .. واكتفائها بتحقيق رغباتها الجنسية في مرحلة الشباب | بعلاقات غير شرعية .. حتى إذا بلغت مرحلة الشيخوخة لا تجد من تلوذ به غير المؤسسات الاجتماعية التي تقيمها الكنائس في الغرب ..!!
    – فالظاهرة المحزنة هذه .. إفراز بنية اجتماعية و اقتصادية مادية لا تقيم وزنا للعقيدة الروحية .. كما أنها نتيجة لتوجهات فكرية لا تراعي طبيعة المرأة .. دعيت لتحريرها من قيود الكنيسة ..!!
    وقد ساعد على تقبل هذه الدعوة أو تحقيقها الثورة الصناعية التي قامت في الغرب بعد الحرب العالمية الأولى ..!!
    – فالمرأة (المسيحية) قد تحررت من نير وقيود (كنسية) كانت سائدة في القرون الوسطى .. لا تعترف بحقوقها لأن تعاليم الكنيسة كانت تذيب شخصيتها في شخصية الزوج فلا ذمة مالية لها ..
    ولا تستطيع أن تقرر مصيرها بعد هذا الزواج أن فشل أصلا ..!! غير أنها وقعت في نير قاس نتيجة للنظرة المادية المسيطرة في الغرب ..
    – لقد عشت في الغرب بضع سنوات .. ولمست شقاء المرأة وتعاستها .. فتذكرت ما كان يدعو إليه الكاتب والمفكر الاجتماعي الأستاذ (أحمد محمد جمال) في مؤلفاته .. وينادي بالحفاظ على كرامة المرأة بعدم انغماسها في الحياة العملية ؟! وقرأت مؤخرا بعضا من مؤلفاته .. فوجدت بأنه قد أدرك بوعيه الإسلامي الحقيقة ..!! وهي في رأيي أصدق شعورا وانبل عاطفة وغيرة على المرأة في بلادنا من الذين يدعون في صحافتنا إلى خروج الفتاة السعودية للعمل المضنى محاكاة وتقليدا .. بحجة وجود مستجدات ثقافية تحققت لها في السنوات الأخيرة ..!! لاعتقادي بأن هذه الدعوة ستكون وبالا عليها .. لتأثير العمل خارج المنزل في تكوينها النفسي .. وواقعها الاجتماعي .. إذا تطلعت للعمل تقليدا وبدون وعي أو تخطيط مسبق ..!! لأن ذلك سيكون على حساب تكوين علاقة أسرية مستقرة .. وتربية أجيال قادمة .. تربية ممارسة و إشراف .. وتعاطف أسري يتلاءم مع طبيعتها ..!!
    فما يدعو إليه مستمد من تعاليم عقيدة سماوية .. توازن بين الرغبات المادية .. والمطالب الروحية للإنسان التي بوجودها .. توجد النفس المطمئنة ..!! فالحياة لا تستقيم ولا تكون آمنة إذا تخلى الإنسان عن وظيفته الطبيعية ..!!
    – لا أقول ذلك انطلاقا من تزمت غير منطقي .. أو تفكير عقدي كما يعتقد المتأثرون بالأفكار الغربية .. ولست أؤيد دعوة الأستاذ (أحمد محمد جمال) جهلا بإنجازات حضارية تحققت في الغرب .. أو تجردا من خلفيات ثقافية معاصرة .. ولكنى أؤيده انطلاقا من تجربة حياتية واقعية .. ونظرة متوازنة بين (المادة والروح) أي بعد تفكير وتأمل بالواقع الاجتماعي المنحل في الدول الغربية ..!! فالمشكلات الاجتماعية التي تعاني منها المرأة في الغرب .. وتشكو منها أيضا وسائل الإعلام هناك هي إفراز لعدم وجود هذا التوازن .. والمنهج الروحي الذي يدعو إليه الإسلام – لا النظرة المادية للحياة – هو الذي يجعل حياة الإنسان آمنة مستقرة .. والنفس مطمئنة
    – فهل تعي الفتاة العربية هذه الحقيقية ..!؟ وهل يعي المثقفون العرب (المستغربون) المقولة الخالدة .. (ليس بالخبز وحده ..يحيا الإنسان) ..؟!