تخطى إلى المحتوى

محاولة لإختراق إعلامي عربي .. جريدة الرياض

    أخطار الدعاية الصهيونية في الغرب على الأمة العربية حقيقة يعرفها كل العرب .. فمنذ قيام دولة إسرائيل وقبل ذلك كانت الصحف العربية تكتب عن تأثر الشعوب الغربية بفكرة أحقية اليهود في العودة إلى فلسطين المحتلة بسبب هذه الدعاية ..

    ومنذ الخمسينات .. أي بعد الثورة في مصر .. وتغلغل النفوذ السوفياتي في المنطقة العربية تأكدت هذه الحقيقة .. وأخذت أبعاداً خطيرة خصوصاً في الولايات المتحدة .. لأن تحيز دول الغرب للإسرائيل قبل ذلك كان حكومياً .. يحدث بعيداً عن الرأي العام .. أما بعد الخمسينات فقد أصبحت الحملات الانتخابية للرئاسة في الولايات المتحدة .. والانتخابات الحزبية في أوروبا تضع في اعتبارها تأیید إسرائيل علنا .. وكان الرأي العام يساندها بناء على ذلك لتأثره بالدعاية الصهيونية المعادية للعرب والمؤيدة للإسرائيل لأسباب يطول شرحها وليس المجال هنا للحديث عنها .. !!

    وعلى الرغم من خطورة هذه الدعاية ومعرفتها .. لم يفكر العرب في اقتحام ميدان الصحافة الغربية لمكافحة هذه الدعاية .. وإذا كان هناك بعض المحاولات الحكومية والفردية في هذا المجال .. فهي كتابات ومقالات متفرقة قد يكون لها بعض الأثر .. ولكنها لا تغني عن رسم خطة إعلامية مدروسة لمكافحة الدعاية الصهيونية .. تقوم بها الجامعة العربية. أو الحكومات العربية مجتمعة أو متفرقة .. أو بعض المؤسسات الصحفية القوية في العالم العربي ..!!

    ونعتقد بأن الحاجة قد أصبحت ملحة حالياً لدراسة هذا الموضوع من قبل المسؤولين عن الإعلام في الدول العربية .. أو بعضها بالتعاون مع المؤسسات الصحفية القوية في بعض الدول العربية لتحقيق أحد المحاولات التالية :

    ١ – إنشاء مؤسسة صحفية عربية – غربية مشتركة في بعض العواصم الغربية الكبرى لإصدار جريدة يومية تقوم على أساس اقتصادي بحت .. وتكون مشابهة لأي جريدة تصدر في هذه العاصمة من حيث الإخراج، التحرير، والإدارة .. لتكون منبراً يشرح وجهة النظر العربية .. من وقت لآخر .. ولكي ترد على جميع الحملات الدعائية للصهيونية العالمية..!!

    ۲: شراء جريدة قائمة بالتعاون مع إدارتها لهذا الغرض كما حصل لجريدة (التايمز) اللندنية التي اشتراها المليونير اليهودي (باروخ) وأخضع إدارتها وسياستها لأهدافه ..!!

    ۳: تقويم جريدة يومية تعاني من عجز مادي، والاتفاق مع إدارتها لتحقيق هذه الغاية أو الهدف.!!

    فهل اقتحام میدان الصحافة الغربية صعب ؟!

    هناك كثيرون .. من يعتقدون بأن اقتحام ميدان الصحافة الغربية عملية صعبة .. أو غير ممكنة .. بسبب أو لآخر يطول شرحه .. والحقيقة أن اقتحام ميدان الصحافة الغربية عملية تجارية ممكنة التطبيق إذا تضافرت الجهود الخاصة والحكومية .. ونعتقد بأن أي مؤسسة صحفية عربية تقوم بدارسة هذه الفكرة وتقدم مشروعاً بذلك للحكومات العربية أو لبعضها أو للجامعة العربية سوف تجد استجابة فورية .. كما نعتقد بأن هذه الفكرة ممكنة التحقيق للأسباب التالية :

    ا- وجود إمكانيات مادية لدى بعض الدول العربية وخصوصاً دول الخليج لمساعدة هذه المؤسسة في أطوارها الأولى ..!

    ۲- وجود صحافيين عرب لهم ثقافة غربية ممتازة وهم كثيرون في العالم العربي يجيدون اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية .. ونعتقد بأنهم سيتعاونون مع المؤسسة الإعلامية المطلوب إقامتها ..!!

    ٣- وجود صحافيين وكتاب غربيين يتعاطفون مع القضايا العربية .. وهم معروفون للمسؤولين عن الإعلام في العالم العربي. وأكبر دليل على إمكانية تعاونهم مع هذه الفكرة فضح كثير منهم للعمليات غير الإنسانية التي قام بها جيش إسرائيل أخيراً في لبنان .. فهم الذين أثاروا الرأي العام الغربي بما قدموه من تحقيقات صحفية مكتوبة ومرئية .. بالرغم من سطوه النفوذ الصهيوني في الغرب ..!!

    ٤- إمكانية نجاح المؤسسة تجارياً شيء أكيد إذا قامت هذه المؤسسة على أساس اقتصادي سليم .. وأكبر دليل على ذلك نجاح مؤسسات صحافية عربية / غربية مشتركه تصدر جرائد و مجلات باللغة العربية في العواصم الأوربية .. وهي الصحافة العربية المهاجرة ..!

    ما هو الهدف من إنشائها ؟!

    مما يؤسف له هو إن الشعوب الغربية في الواقع لا تسمع أو تقرأ إلا وجهة النظر الإسرائيلية بسبب سيطرة الصهيونية العالمية على وسائل الإعلام في بلادها .. التي تحاول جاهدة أن تخفي في كثير من الأحيان وجهة النظر العربية المعتدلة .. فهذه الشعوب منذ الخمسينات لا تسمع أو تقرأ إلا التهديدات التي يطلقها بعض السياسيين العرب ضد حكوماتها. وضد مصالحها في المنطقة مما جعلها تؤيد حكوماتها في تحيزها لدولة إسرائيل .. وهو موضوع يطول شرحه .. ولكن يجب على العرب أن يفهموا .. بأن تحيز الغرب لهذه الدولة ليس مرده حب هذه الشعوب لليهود .. بقدر ما هو نتيجة الأخطاء السياسة العربية المعادية للغرب منذ مطلع الخمسينات .. والمؤيدة للاتحاد السوفياتي.!! وهي حقيقة ثابتة وإن لم يقتنع بها المتطرفون .. أو غضب من قولنا هذا العقائديون ..!! لذلك يجب علينا أن نقتحم ميدان الصحافة الغربية لإبراز الأفكار السياسية المعتدلة ..

    وتغيير الصورة التي تأثرت بها الشعوب الغربية منذ زمن طويل عن الشعوب العربية بسبب الدعاية الصهيونية المغرضة المسمومة .. فالمواطن في الغرب لديه صورة سيئة عن الحياة الاجتماعية والسياسية، والفكرية للعالم العربي .. وعلينا أن نغير من هذه الصورة عن طريق الاستطلاعات الصحفية عن الإنجازات العربية بواسطة هذه الجرائد المطلوب إقامتها في العواصم الغربية .. وللرد على الحملات الدعائية المسيئة للشعوب العربية والمقالات والاستطلاعات الصحافية التي تتحيز لدولة إسرائيل ..

    وإبراز الحقائق للرأي العام في الغرب .. وتبصيره بخطورة النوايا العدوانية لإسرائيل في العالم العربي وتأثيره على المصالح الغربية في المنطقة .. وإبراز المخططات الصهيونية، والمؤامرات التي ترسمها الصهيونية العالمية للسيطرة على مقدرات شعوب العالم الاقتصادية .. وإظهار دور الحضارة العربية والإسلامية .. ومساهمتها في الحضارة العالمية..!!

    إن الحاجة ماسة وملحة لاتخاذ خطوة إيجابية من قبل المسؤولين عن الإعلام في بعض الدول العربية .. وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي .. لأن غياب العرب عن هذا الميدان عجز..وهو عجز القادرين..!!