تخطى إلى المحتوى

كلمة العدد رقم 695 .. مجلة اليمامة

    للمرة الثانية المحررون يكتبها صديق من خارجها .. ننشرها هنا على غير المعتاد. . لأن الحديث فيها عن المحررين :

    الأخ الكريم الدكتور فهد العرابي الحارثي أخلص تحياتي وأطيب التحيات ..

    لفت نظري في افتتاحية العدد الماضي من مجله (اليمامة) الموضوع الذي كان محوراً للنقاش بين محرري المجلة .. وهو التزام الصحفي بعمله .. وحرية الصحفي في عدم الحضور .. أو مشكلة (الانطلاق) .. والقيود !!

    وهي مشكلة تحدث كثيراً في الحياة العامة ..!! ولكن هذه المشكلة تجر بلا شك إلى موضوع جدير بالاهتمام صحافياً .. لأن بحثه والحوار فيه يوصل إلى حقائق .. ومفاهيم لا غنى للصحافة السعودية عنها .. إذا كنا نتطلع إلى وجود صحافة سعودية متطورة تنافس الصحف العربية الموجودة في الساحة العربية ..!!

    إنني أمیل إلى فكرة الالتزام في الصحافة .. ولا أقصد بالالتزام التقيد بمواعيد الحضور والانصراف بالدقة المتناهية .. إنما المقصود من (الالتزام) أن يكون لدی الصحفي .. حضور مادي .. وفكره لمباشرة مهنته ..

    أي يكون مؤمناً بالعمل الذي يؤديه .. مكرساً (وقته) ومجهوده لإنجاح العمل الموكول إليه .. أو بمعنى آخر يكون (متفرغاً) .. أما الأخذ بمبدأ حرية الصحفي .. فهو في اعتقادي مشكلة الصحافة السعودية .. ماضياً و حاضراً ..!! والسبب المباشر في عدم تمكن الصحف السعودية من التطور والمنافسة .. في عالم الصحافة العربية ..!!

    فالصحفي (الهاوي) الذي يكون له عمل آخر يشغله .. لا يمكن أن يكون له مردود يؤثر في نجاح الصحيفة وتطورها .. فهو مرتبط بالصحيفة بما يكتب فيها من وقت لآخر بعقد أو بدون عقد .. وقد يكون لاسمه وقلمه وزن في اجتذاب القارئ .. ولكنه لا يؤثر في خدمة الصحيفة وتطويرها ..!!

    فالتفرغ الصحفي والاحتراف هما الأساس المعول عليه لإنجاح الصحيفة وتطورها ..!! لذلك يجب أن يكون (الالتزام) .. هو مقياس الصحفي الذي يؤمن برسالته، ويكرس جهوده لصحيفته ..!!

    فلا هواية في الصحافة .. قد يكون هناك هواية في الأدب، والرياضة وغيرها من الفنون .. إنما مهنة الصحافة أصبحت في الوقت الحاضر احترافا .. وتفرغاً وإلزاماً بالعمل .. ينتفي مع هذه المفاهيم أن يكون هناك عمل آخر للصحفي ..!!

    ولكن إذا كانت هذه المفاهيم واجباً على الصحفي .. فما هي حقوقه الصحيفة ..؟؟

    في اعتقادي بأنه إذا توفرت هذه الشروط يكون له – أي الصحفي – حق على الصحيفة .. وهو تأمين مستقبله .. وتأمين المستقبل مفهوم بديهي .. بإنشاء صندوق تأمين له في المؤسسة يقتطع لأجله نسبة مئوية من رابيه و نسبة مئوية من صندوق التأمينات الاجتماعية .. وأعتقد بأن هذا سيكون حافزاً لمن يفكر في احتراف الصحافة في المستقبل .. لعشق هذه المهنة والإخلاص لها ..!! وتأمين المستقبل له يحتاج إلى نظرة إيجابية من قبل المسئولين عن الصحافة في بلادي..!!