الصديق الكريم الأستاذ (عبد العزيز الرفاعي) أو (عزيز) كما كان يحلو له بأن نسميه أيام الشباب.. كتب في يوميات الجزيرة بعددها 4435 الصادر يوم الإثنين 26 من صفر الحالي مقالاً بعنوان (معجون الحب) حرره بأسلوب (ماروتي) مرح عن ذكريات الطفولة والشباب في مكة المكرمة..
ومن بين هذه الذكريات هذا المثل الذي كان معروفاً –وحتى الآن – عند أهل مكة.. وهو قولهم للشيء الذي يتكرر دائماً ولا ترتاح إليه النفس.. بأنه مثل المعجون التمري..!! كما تحدث عن قصة المرحوم الأستاذ حمزة بوقري (سقيفه الصفا) وأحسب بأن كلمته عنها تصلح لأن تكون مقدمة لهذه القصة..!! وقد كنت قد قرأت بعض حلقاتها منذ عامين عندما كان ينشرها المرحوم في جريدها المدينة المنورة.. والحقيقة إنني ما أعجبت بقصه قرأتها لكاتب سعودي – على قلة قراءتي للقصص- مثلما أعجبت بقصه البوقري.. ولست هنا بصدد نقدها فنحن بانتظارها كاملة بعد أن يقوم الأستاذ الرفاعي بطباعتها..! فالشيء الذي شد ذهني لقراءتها هو الأسلوب السردي الجميل لحوادث ومشاهد هذه القصة.. فقد كان – أي الأسلوب- يرغمني على متابعه هذه القصة لمعرفه النهاية.. وأشهد بأنه أسلوب متميز.. كما أن وقائعها من صميم البيئة السعودية وهو أسلوب يدل على أن الكاتب رحمه الله كان متمكنا من فن كتابة القصص.. وكنت أعزو شغفي به ومتابعتي لحلقاتها بأنني ربما عشت نفس الأجواء التي عاش فيها (محيسن) بطل هذه القصة.. و (تسكعت) بحواري مكة وشعابها في طفولتي!!
– عفواً أيها الصديق عزيز ما كنت أنوي الحديث عن قصة فقدينا الكريم البوقري.. ولكن كلامي عنها كان حديثا عابراً..! فالذي أردت أن أرد عليك فيه هو استفسارك عن معنى المعجون التمري..!! وكيف أو من أين جاء معناه؟!!
– لأننا كنا نطلقه في مكة المكرمة حرسها الله.. كلما تكرر عمل من قريب أو بعيد لا نرتاح إليه.. ولا تميل إليه نفوسنا..!
– أما المعنى فهو واضح وضوح قرن الغزال.. وجبين أخي المفضال.. فأنت تعرف بأن أهل مكة من البادية ولا أقول الحضريون المترفون في القديم كانوا يعتمدون غذاء يتكون من العجين والتمر.. فإذا تكرر لأيام كثيره ملوه..! وطريقة هذا الغذاء هو أن ربه البيت تطبخ قطعه من العجين لأولادها.. مثل (الدغابيس) عند أهل السراه.. فإذا استوت العجينة أخرجت من القدر حتى تبرد ثم عجنتها مع قطعة من التمر.. وتستمر في عجنها مراراً.. ثم تضيف إليها قليلاً من السمن وتقدمها لأولادها – فإذا تكررت هذه الوجبة أو الأكلة ملها أهل البيت.. وقالوا المعجون التمري..
وهذه الطبق يشبه (الحنيني) عند أهل نجد مع اختلاف في الأعداد.. وربما مله أطفال مكة في القديم خصوصاً إذا كانت اليد التي تعجنه يد عجوز شمطاء!! أرجو بأن أكون قد أوضحت (لعزيزنا) معنى المعجون التمري.. كما أرجو بأن لا يكون كلامي في لت وعجن.. وتقبل تحياتي..