الكاتب المبدع (مسلم عبدالله المسلم) يطالعنا في جريدة الرياض الغراء من حين لآخر.. بنقالات يتناول فيها قضايا اجتماعيه، وثقافيه، وفكريه تشغل الأذهان في الوقت الحاضر.. يتحدث عنها بوجدان وفكر أصيلين.. ويتناولها بوعي متفتح تلمس فيه بعد نظره.. وعمق ثقافته.. والتزامه بهدف معين.. وهو الإصلاح الاجتماعي
ففي أحد مقالاته، تحدد عن قضية تشغل أذهان الكثير من المفكرين في العالم العربي.. وهي قضية (التغريب الفكري المعاصر).
ولعل القارئ يستشف بأن الأستاذ مسلم لم يقدم على الخوض في هذا الموضوع.. لاقتناعه بأنه قضية مصيريه للعالم العربي والإسلامي على حد سواء.
فقد تناول هذا التغريب بحذر، لأنه يرى بأن الخوض فيه، يستدعي توفي الدراسة الموثقة التي ترتكز على مصادر عديدة.. ولكن بما أن هذه القضية قد أصبحت تشغل تفكيره.. ويستوقفه هذا الزخم التغريبي الذي يشاهده في العالم العربي.. فقد أكتفي بالإشارة العابرة.. واللمحة المعبرة.
فهو يرى بأن الغرب قد فرض تواجده (الفكري والثقافي) في العالم العربي.. وأنه – أي الغرب- قد نجح في غزو العقول العربية بالاستشراق؟؟ وبتغريب الفكر العربي في عهد الاستعمار. وعن طريق مناهج التربية والتعليم.. وفي وسائل الثقافة..!!
وأعتقد بأن هذا الاستنتاج يصح في الأقطار العربية والإسلامية التي خضعت لسلطة الاستعمار الغربي.. ولكننا نشاهد (حالياً) بأن هناك أقطاراً عربية لم تخضع للاستعمار، ولطن المجتمع فيها لم يسلم من موجه (التغريب الفكري).. وموجه الحداثة التي سيطرت على عقلية الشباب المثقف فيها أبرز دليل على ذلك.
فكيف تسيطر تلك المذاهب الفكرية في أقطارعربية لم تتأثر مناهجها التربوية والتعليمية بتوجيه استعماري من قبل..!؟
وفي اعتقادي أن السبب في تغريب هذه العقول الشابة والمثقفة يعود لخلل في سياسة الابتعاث للخارج.
فأغلب هؤلاء الشباب قد وجهوا من قبل الأساتذة في جامعات الغرب على مناهج فكريه معينه. أو لدراسات تربوية أو نفسيه أو اجتماعية أو تاريخيه تتعلق بالمجتمع الغربي ومذاهبه ومناهجه، وليس لها علاقة بالفكر الإسلامي ..!! أي أنها دراسات لا تنطبق على المجتمعات العربية.!!
طبعاً نستثني من ذلك الدراسات العلمية.. ولذلك أجد بأن معالجه هذا الموضوع، من هذه الزاوية.. هو واجب المسؤولين عن الابتعاث في العالم العربي.. ويجب مناقشته من قبل وزراء التعليم في البلاد العربية.. في مؤتمراتهم..!!
وأود أن أؤكد بأن الابتعاث للدراسة في الخارج، ليس خطأ.. ولكن الخطأ كان في عدم منع الطالب من تلقي تلك الدراسات النظرية في الغرب.. لأنها موجودة في جامعات عربية قائمة..!!