تخطى إلى المحتوى

دعوة لإحياء التراث .. جريدة الندوة

    بعث الشاعر الغنائي الرقيق الأستاذ /مقبل العيسى برسالة خاصة (لندوة الفنون) تحدث فيها عن بعض الشجون التي تجيش في أعماقه ك فنان مبدع أثري ولا زال يثري الساحة بالكلمات الأصيلة المتميزة

    وقد دعى الأستاذ مقبل العيسى إلى فكرة إحياء التراث مع المطالبة بتطبيقها وقد جاء نص الرسالة كالتالي:

    الأخ الكريم الأستاذ أنمار مطاوع حفظه الله..

    أخلص تحياتي ومودتي وأطيب التمنيات.

    الموضوع في رأيي يحتاج لإلقاء الضوء عليه.. فقد لاحظت مثل غيري من الجيل المخضرم.. بأن المطربين والملحنين الشباب لا يميلون إلى النص العربي الفصيح.. فالمشكلة ليست في عدم وجود رغبة من الشعراء في المملكة لتأليف أغاني بلغة عربية فصيحه.. إنما المشكل هتاتي من طغيان موجه الشعر الغنائي العامي ال1ي سيطر على إنتاجهم!!

    كما أن أغلب المطربين والملحنين يحاولون تقليد الأغاني المصرية واليمانية والكويتية ولا يقومون بتطوير التراث الموسيقي والغنائي المحلي.. فلدينا تراث موسيقي وغنائي له طابع مميز.. كالمجرور والمحبس والدانة والصهباء والمسروحي والخبيتي.. وغيرها لو وجدت العناية والدراسة الجادة من قبلهم فسيكون لها تأثير وصدى لدى المتلقي من الجيل الجديد.. كما أن هناك في مختلف مناطق المملكة فنون غنائية وموسيقية ولكنها بدائية لو وجدت الدراسة والعناية من قبل الملحنين والمطربين فسيكون لدينا فن موسيقي وغنائي متميز!!

    إنني في الواقع لا ألوم أحداً وإنما أرى ضروية دراسة هذا التراث وتطويره.. وجمعيات الثقافة والفنون وكبار المطربين والملحنين عليهم واجب العناية بهذا التراث ودراسته.. ومحاولة الوقوف ضد تيار التقليد.. لماذا لا يقومون بإيجاد جمعيات من المتخصصين بالموسيقى لدراسة هذا التراث وإبرازه ومحاولة تطويره وإخضاعه للفنون الموسيقية.. لإخراج أغاني فرديه وجماعيه لتكون مقبولة لدى المتلقي الذي أعتاد على سماع الأغاني المقلدة؟! كما أن عليهم دعوة الشعراء لتأليف نصوص غنائية بلغه فصيحه!!

    إنني في الواقع من المعجبين بمحاولات الأخ جميل محمود التي يقوم بها حالياً في برنامج (وتر وسمر) وهو مجهود فردي يستحق التقدير ولكني أري ضرورة تحرك المسؤولين في جمعيات الثقافة والبارزين في ميدان الغناء والموسيقي والتعاون لإحياء التراث بصوره ترتفع بذوق المتلقي في المملكة!! والذي أريد لفت النظر إليه أيضاً هو أن الشعر الغنائي العامي السائد حاليا هو غير الشعر النبطي أو الشعبي المتوارث من أجيال قديمة.. فالأخير شعر أصيل معروف ولا بأس من تلحينه.. أما الشعر الغنائي العامي فهو تقليد – وإن كان بلهجه محلية لموجه سادت في القاهرة بعد الحرب العالمية الثانية من قبل مؤلفين معروفين مثل رامي وعبدالغني السيد والشناوي وجاهين وغيرهم.. فالنص وإن كان بلهجه محليه لا أعتقد بأنه يرتفع بمستوى الذوق العام للمتلقي في المملكة وهو في رأيي لا يغني عن وجود نصوص شعرية بلغه عربية فصيحه توحي بالأصالة والعراقة العربية!! لماذا لا ندرس الموشحات البغدادية والأندلسية بدلاً من تقليد أغاني والحان لم تؤهل من قاموا بها لأن يكون لهم فن موسيقي وغنائي أصيل؟!

    وتقبلوا تحياتي..