تخطى إلى المحتوى

مع الدكتور عبدالعزيز الخويطر وإطلالته على التراث .. مجلة المجلة العربية

    لابد وأن المراقب للحياة الثقافية في المملكة قد لاحظ أن السنوات الأخيرة قد شهدت إصدارات أدبيه كثيرة.. وهي ظاهرة تدل على تطور ثقافي بين أفراد المجتمع .. وتواجد مبدعين يبحثون عن مجد تأليف و رغبه أو هدف تثقيف ..!! ولا يمكن أن يكون الهدف فقط من هذه الظاهرة – أي ظاهرة كثره الإصدارات هو الكسب المادي ..!! وإنما هي مرحله متطورة في مجال الثقافة بفضل انتشار التعليم ..!!

    والحكم على معطيات هذه الإصدارات لا شك بأنه سيخضع لحتميه الزمن .. و لقبول أو رفض الرائعة الأدبية العامة .. ولن يكون النقد الأدبي الذي نشاهده حالياً بأقلام نقاد الحداثة أي أثر في إبراز الغث من الثمين للآثار الأدبية و الفكرية الموجودة في الساحة الأدبية لدينا ..!!

    ومن بين هذه الإصدارات الأدبية الجديدة الأجزاء الخمسة التي أصدرها الدكتور عبد العزيز الخويطر بعنوان .. إطلاله على التراث .. و الكتب الذي أصدرها في السابق بعنوان أي بني..!!

    وبين يدي الآن الجزء الخامس من كتاب .. إطلاله على التراث و كنت قد طالعت الأجزاء السابقة من قبل .. وأشهد أنه بإحساس الأديب الموهوب .. و براعه المربي قد وفق في اطلالته .. وقد لفت نظري إلمامه .. وسعه إطلاعه على التراث العربي .. وصياغته الأدبية الجميلة .. للأفكار التي يستمدها منه .. و يرغب في إيصالها لذهن المتلقي بأسلوب رشيق .. وعرض بارع يشد ذهن المتلقي لمتابعة حديثه عن هذه الأفكار ..!!

    وأسلوب المؤلف في الكتابة يتميز بصياغه أدبيه جميله و عرض للفكرة التي يريد التحدث عنها عرضاً يشد ذهن القارئ و نفسه لمتابعة قراءة الكتاب و الإعجاب بما ينطوي عليه التراث الأدبي العربي من حكم و معارف .. مفيدة للمتلقي و الحياة الإنسانية ..!! وهو أي المؤلف في اطلالته على التراث .. يحاول شد ذهن المتلقي الشاب لما جاء في التراث من قصص و أخبار تعبر عن مضامين قابله للرفض أو القبول العقلاني ..!! فهو في حديثه يقبل القصص و الأخبار أو الأفكار التي تتفق مع نضوج التجربة العقلانية في حياة الإنسان .. و يرفض أي فكره أو تجربه إن كانت توحي باللاعقلانية .. أو تتعارض مع القيم و المبادئ الإنسانية الحميدة ..!!

    وأشهد بأنني قد استمتعت بقراءة الجزء الخامس من هذا الكتاب .. الذي صدر له مؤخراً .. و من بين ما احتواه هذا الجزء بحث بعنوان (تأخير العقل و التجربة) لأنه عرض شائق بأسلوب أدبي جميل .. لمفعول تجربه الإنسان في الحياه .. واعتمادها على العقل في اكتساب العلوم التجريبية..!!

    والتجربة في الحياة بطبيعة الحال معروفه .. ولكنه أراد بأن يوحي للمتلقي الشاب .. بأن العقل في الإنسان هو أساس و جود التجربة العلمية .. وبأنها ليست وقفاً على إنسان دون أخر ..!!

    ومن بين ما احتواه الكتاب الذي طالعته مؤخراً بحث أو حديث بعنوان مع الشعراء في شعرهم ..!! يستشف القارئ منه براعه المؤلف في إبراز النقد اللاذع أو المحرج للشاعر في بعض كتب التراث .. أي نقد نصوص شعريه لشعراء مشهورين .. و بأسلوب لا يخلو من روح مرحه .. مأثوره عد المؤلف ..!!

    وفي الختام يحسن أن أنقل عن المبدع (لإطلاله على التراث) بعض ما ورد في مقدمة الجزء الخامس .. الذي بين يدي وأذكر فيها بأنه قد جمع ما نشرته له (المجلة العربية) و جريدة عكاظ من مقالات و بدأت نواة هذا الجزء لمقاله (الحلم الكبير) .. وبأن هذا الجزء مثل سابقاته في هدفه .. و منهجه .. وفي أسلوبه .. وهو جذب أو لفت نظر المتلقي أو القارئ للتراث العربي الأصيل .. وما يحويه من ثقافه فكريه و معارف إنسانيه .. و بأن اطلالته على التراث تهدف للبحث والتنقيب عن الأفكار الواردة فيه. وقبولها إن كانت تتفق مع العقل و رفضها إن كانت لا تتفق معه ..!! فإذا دلف الشاب اليوم أي الجيل الجديد الحالي إلى رياض التراث فسوف يفاجأ بما فيه من معرفه و ثقافه و حضارة إنسانيه خالده..!!

    ولكنه يلفت النظر في مقدمته إلى إن التراث يحتوي أيضاً على أفكار و قصص يرفضها العقل .. وبأن هناك ما هو حقيقه و ما هو متخيل أو منقول ..!!

    وهو موضوع أو إشكاليه كما يقول إخواننا المغاربة ..!! أتمنى على الدكتور عبد العزيز الخويطر أن يتناولها في الجزء القادم و التحدث عنها بحياد .. و بأسلوبه الجميل المشرق ..!! ذلك إن بعض الكتب الأدبية مثل كتاب الأغاني .. أو التاريخية المتأخرة و عن عهد الخلفاء الراشدين قد تحتوي في الواقع على قصص و أخبار و روايات منقوله و مكذوبه .. و بأن للوراقين الذين كانوا يدونون الكتب دور في دس هذه الأخبار الكاذبة ..!!