تخطى إلى المحتوى

حرية الفكر .. يجب أن تكون مطلقة

    ما ابتليت الأمة العربية في تاريخها القديم والحديث بشيء.. مثلما ابتليت بوجود أفراد أو جماعات يبدون الانتماء إليها ظاهراً.. وفي نفوسهم يضمرون شعوراً مناقضاً لهذا الانتماء.. أي معادياً لأمانينا القومية والوطني..!!

    ومن لديه المام بالتاريخ يدرك هذه الحقيقة ولست بصدد إيضاح أمثله لذلك فهي معروفه.. ولكني أجد بأنها قد ابتليت أيضاً في تاريخها الحديث بأشخاص يحاولون بدعوى الانفتاح على الثقافة العالمية ترويج مناهج فكريه.. وتنظيرات مختلفة ليس لها في الواقع أي مردود إيجابي مفيد في حياة الشعوب العربية.. وإنما الهدف منها تخريب العقلية العربية الناشئة.. وإبعادها عن أصالتها ومعطياتها التراثية..!!

    ومن المؤسف حقاً أن يكون لطروحات وتنظيرات هؤلاء الأشخاص تأثير في عقلية المتلقي العربي الناشئ – لأسباب نفسيه تعود للواقع الذي تعيشه الأمة العربية..!! فهؤلاء الأشخاص المحسوبون على الأمة العربية يحاولون استغلال هذا الواقع لتبرير وترويج تلك المناهج بأساليب خادعه مضلله.. لا يدرك زيفها أو خداعها إلا من كان لديه ثقافه واسعه.. ومعايشه طويله في الحياة تجعله يفرق بين الخطأ والصواب.. أو الحقيقة والخداع..!!

    ومن أطلع على الحوار الذي دار في ندوة (حدود الحرية في التعبير الأدبي) يجد بأن الدكتور عبد المنعم تليمه أستاذ اللغة العربية بآداب القاهرة.. وهو من مؤيدي المناهج الفكرية الحديثة.. يدعو لإطلاق الحرية في التعبير الأدبي.. لأن الحرية عنده يجب أن تكون بلا قيود أو حدود.. وأن أي قانون ينظم هذه الحرية ينبغي أن لا يحد منها.. وأن حدها (أي حددها) يكون قانوناً غير قانوني..

    أنظر كيف يتلاعبون بالعبارات لتبرير الحرية المطلقة في التعبير الفني والأدبي حتى وإن كان موضوع أو مضمون هذا التعبير مناقضاً للفكر السائد في المجتمع.. ومعارضاً للقيم والمبادئ التي يدعو إليها الدين الحنيف..؟؟

    وصدق من قال. أيتها الحرية.. كم ترتكب الآثام باسمك..!!