تخطى إلى المحتوى

الغزو الفكري المجرد .. من العلم

    لنا أن نؤمن بمعطيات الفكر الإنساني المبدع للعلوم والفنون والمعرفة الإنسانية المفيدة للفرد والمجتمعات.. فلا أجمل ولا أفضل من أن يكون الإنسان متعلماً يخدم وطنه ومجتمعه الذي يعيش فيه.. بعلمه ومعرفته..!!

    والهدف من العلم هو تحرير الإنسان من عبودية الجهل ليكون قادراً على تحقيق طموحاته للحياة الحرة الكريمة.. كما أن ذلك هو هدف الأديان السماوية لكي يكون الإنسان خليفه في الأرض..!! أما إذا كانت المعرفة فكراً مجرداً.. لا يعالج مشكله اجتماعية.. أو اقتصادية.. أو قضية تربوية.. أو مبدعاً لإنجاز(علمي تطبيقي) يستفيد منه الإنسان في الحياة.. فهو فكر منحرف لا يخدم الأهداف التي يتطلع إليها الإنسان في الحياة..!!

    فالفلسفة الإغريقية مثلاً.. والمناهج الفلسفية الحديثة التي أصبحت تشغل ذهن الكثير من المثقفين والمفكرين في العالم العربي ليس لها في الواقع أي مردود إيجابي.. أن الحياة المعاصرة قد تجاوزت هذا الترف الفكري وأصبحت لا تقوم أو ترتكز على إنجازات علميه (تطبيقيه) تخدم الإنسان وتقدم له الحلول العلمية في مختلف القطاعات..!!

    ومن يستقرئ التاريخ بإمعان.. يجد بأن المناقشات الفلسفية (البيزنطية) والمناظرات الكلامية في تاريخ الأمة العربية والإسلامية.. وانشغال المسلمين بها.. في العصر العباسي الثاني.. وبالفكر الإغريقي أيضاً كل ذلك كان السبب في ضعف (القوة الروحية) عند المسلمين التي كانت هي الأساس في تكوين الحضارة العربية.. أي القاعدة التي أوجدت اهتمام العرب بالعلوم التطبيقية عند الأمم الأخرى.. وليس كما يدعي البعض أن هذه الحضارة تواجدت بعد ترجمة الفلسفة الإغريقية إلى اللغة العربية..!! فالذين ترجموا أو نقلوا هذه الفلسفة لم يكونوا عرباً ولا مسلمين.. وإنما هم سريان ويهود.. وإن تأثر بهم بعض العلماء المسلمين..  

    ومن جهة أخرى نجد بأن ترجمة الطب اليوناني.. وعلم الفلك.. المعروف عند الإغريق والهنود في ذلك الوقت هو الذي أفاد الحضارة العربية.. ولكن الفكر الفلسفي الإغريقي المجرد هو الذي أضعف القوة الروحية والقيم والمبادئ الأخلاقية للعرب والمسلمين في مختلف العصور..!!