هل سألت نفسك مره.. ما هو الشعر؟؟
نعم ما هو الشعر إن لم يكن خاطره توحي بعاطفه.. أو معاناة إنسانية يمكن أن يتخيلها المتلقي أو يتصورها في حياته.. أو حياة الآخرين؟؟ وما هو الشعر إن لم يكن تعبراً جميلاً عن معنى في قلب أو نفس الشاعر يريد أن يعلنه للقارئ..؟
وأحسب أن المعنى لا يؤثر في نفس المتلقي إن لم يكن تعبراً عن معاناة إنسانية يتخيلها الشاعر في وجدانه ويحس بها في ضميره.. أو تصويراً لعاطفه أحس بها أو عانى منها في حياته..!
قد يقال بأن ما عبرت عنه في حق الشعر والشاعر.. موجود أيضاً في التعبير النثري إذا كان فنياً مفعماً بالتخيل وجمال التعبير..!! وهذا القول حق..!! ولكن التعبير عن المعاني بالشعر يرتبط بوزن شعري لا يتوفر في النثر الأدبي.. وهو وزن قد يخفي على القارئ إذا لم يمكن لديه معرفه بطبيعة الشعر.. أو لا يتمتع بذائقه شعريه تجعله يفرق بين العبارة الشعرية والعبارة النثرية..!!
ومن هنا نجد بأن كثيراً من القراء.. والكتاب أيضاً لا يفرقون بين الشعر والنثر ولذلك يتحمس الكثير منهم للقصيدة النثرية التي سادت في الوقت الحاضر مدعومة بتنظيرات حداثيه وافده..
هذه الخاطرة أدلى بها بمناسبه قراءتي للديوان الشعري الجديد للشاعر (أحمد سالم باعطب).. فهو من الأشخاص القلائل الموجودين لدينا.. الذين يحق لهم أن يطلق على إنتاجهم الأدبي مسمى شعر.. فقد أختلط الحابل بالنابل في البلاد العربية أيضاً.. وأصبح كل شخص يطلق على إنتاجه النثري شعراً.. وهو إدعاء لا يعتمد على حقيقة أو برهان..!!
وأنني بهذه الكلمة الموجزة أحيي الشاعر (أحمد باعطب) على شاعريته الواضحة والجلية في ديوانه الجديد (عيون تعشق السهر) والتي تتمثل في إخلاصه التجربة الشعرية العربية الأصيلة وتجديده المتميز في الأسلوب.. والتخييل.. والتصوير الشعري الجميل!.
ولست في الواقع بصدد نقد أو تقييم شعره في (مساحة للتفكير) محدودة وإنما الملفت للنظر حقاً هو أن هذا الشاعر الأصيل يصدر له ديوانه الجديد ومن قبله صدر له ديواناً هما.. قلب على الرصيف.. والروض الملتهب.. فلا يجد اهتماما من نقادنا الذين يملؤون الصحف بمعطيات (نقد حديث) ليس له أي أثر في عملقة الشعر باللغة العربية.. وفي ظني أن هؤلاء النقاد هم سبب تدني مستوى الشعر العربي سواء في ساحتنا الأدبية أو في العالم العربي.. وكذلك عزوف كثير من الشعراء في أغلب الأقطار العربية عن الإبداع الشعري الأصيل..!