عندما قال لي محدثي.. بأن أكبر انتصار للقضية الفلسطينية.. هو انتفاضه أطفال الحجارة في الوطن المحتل.. قلت ليس في ذلك شك ولكنني أعتقد بأن تفهم القيادة الفلسطينية لمعطيات التعامل السياسي المحسوب والموزون مع الحكومات الغربية.. والرأي العام في الغرب.. هو الذي خلق الانتصار وجعل القيادة الإسرائيلية في موقف حرج!!
فإسرائيل المدعومة بالصهيونية العالمية في الغرب علانيه.. وفي الكتلة الشيوعية من وراء الستار لم تتغلب على الشعب الفلسطيني وتجرده من حقوقه المشروعة بالقوة العسكرية.. أو القدرة السياسية..!!
حتى هزيمة الجيوش العربية في نكسه حيزان عام 1967 لم تتحقق بقوتها العسكرية فحسب.. وإنما بقدرتها على رسم وتنفيذ سياسة خفيه معينه..!! فالقوة الحقيقية لهذا الكيان السياسي وهي تتجسد في براعة وذكاء تعاملها مع الحكومات الغربية و الرأي العام في الغرب.. ومعرفتها التاريخية لواقع العالم العربي وتناقضاته ..!!
وعندما تفقد هذه القوة أو القدرة نتيجة للسياسة الحكيمة المدروسة من قبل قيادة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.. فإنها ستضطر إلى الاعتراف بالحقوق المشروعة له.. وقيام دولته المستقلة أيضاً..!!
والذي ينبغي أن نستوعبه من الأحداث التي وقعت في العالم العربي منذ قيام هذه الدولة حتى الآن.. هو الحقائق التالية.
1 – أن اليهود الذين يشكون من اضطهاد النازية لهم.. قد أصبحوا يمارسون أقسى صور الاضطهاد ضد الشعب الفلسطيني.. بقتله وتشريده عن وطنها.. وإنكار حقوقه الإنسانية المشروعة.. أي أنهم عالجوا جريمة.. بجريمة أكبر ضد شعب أعزل..!!
2 – أن الصهيونية العالمية من أجل قيام دولة لليهود في فلسطين.. قد اعتمدت مخططين.. يتمثلان في منظورين أحدهما سياسي.. والآخر(ديمغرافي) أي سكاني.. والمنظور السياسي يتجسد في إثارة عداء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية للغرب.. وإدخال النفوذ الشيوعي للمنطقة العربية في مطلع الخمسينيات.. هو تنفيذ للمنظور السياسي.. لأنه يحقق هدفي.. تخويف الغرب من هذا النفوذ.. وإثارة الخلافات العربية.. العربية من تواجده…!!
أما النظور (الديمغرافي) فإنه يتمثل في محاوله طمس أي إشارة لوجود الشعب الفلسطيني.. في فلسطين أو الحديث عن حقوقه.. فالمنظمة لا تمثل إلا إرهاباً يتحرك بوحي معاد للغرب والقضية التي تثار في كل عام في هيئة الأمم المتحدة.. بعد نكسه حزيران أصبحت مشكلة الشرق الأوسط.. أي ليست قضية أراض عربية احتلت من قبل إسرائيل ..!! وفي اعتقادي بأن القيادة الفلسطينية.. إذا نجحت في رسم سياسة موزونه تجاه الحكومات الغربية والرأي العام في الغرب.. فإنها ستحقق ما عجزت عن تحقيقه الجيوش العربية والشعارات الأيديولوجية والتصريحات الشمشونيه..!!