الثقافة عند مختلف الشعوب تمثل فكراً معيناً ترتبط به وتعبر عنه الأعمال الأدبية والفكرية والفنون الشعبية أيضاً..!! ومن استمرارية هذا الارتباط يتكون التراث الذي يمثل أصالة هذه الثقافة.. وترتبط به ذاكرة الإنسان ..!!
وهو ما عناه الأديب الأستاذ أبو عبد الرحمن إبن عقيل الظاهري عندما تحدد عن الذاكرة التراثية للشعب اليهودي.. وتأثر الكاتب (كافكا) به.. وهو من أساطين الحداثة في الغرب..!! وبعض الأدباء اليهود المتعصبين للفك الصهيوني…!!
وحديثه المنشور في جريدة (الجزيرة) في الأسبوع الماضي عن الذاكرة التراثية لليهود يعطي المتلقي صورة واضحة عن إيمان الإنسان اليهودي بفكره التراثي.. وحرصه على إحياء لغته العبرية المنقرضة..!! علماً بأن التراث العبر التلمودي.. لا يؤثر عنه أي إبداع فكري إنساني حضاري.. كالتراث الإغريقي مثلاً.. ولم تكتشف له أيضاً معالم (اركيولوجيه) أي اثاريه تشير إليه.. فكل محاولات التنقيب الجارية عنه حالياً في فلسطين.. قد بائت بالفشل..!!
وبالمقابل فإننا نجد بأن أكثر المثقفين العرب يختزنون في ذاكرتهم بسبب التبعية الثقافية للغرب.. والاستغراب الفكري.. يختزنون رفضاً للتراث العربي.. ويدعو البعض منهم تطبيق دراسات نقديه حديثه.. تؤثر في أصالة اللغة العربية.. ويبثون مناهج فكرية حديثة مناقضة للفكر الإسلامي بدعوى الحضارة والحداثة والانفتاح على الثقافة العالمية..!!
ومشكلة الثقافة العربية.. هي في أن الرعيل الأول من الدارسين في الغرب.. قد تأثروا بأفكار استشراقيه تشكك في معطيات التراث العربي والعقيدة الروحية أيضاً.. وما تأثروا به نشروه في مؤلفاتهم.. أو درسوه في الجامعات العربية.. ولذلك انطبعت في أذهان أجيال عربية بثقافة ودراسة هؤلاء الرواد. ومن هنا نشأت ظاهرة الاستغراب الفكري والتبعية الثقافية للغرب..!!
وقد ساعد على ذلك وجود تخلف علمي للشعوب العربية وأميه متفشيه لا يزال العالم العربي يعاني منها حتى الآن..
وعلاج هذه المشكلة في رأيي هو في محو الأميه.. وتطوير مناهج التعليم في البلاد العربية.. بالتركيز على إقتباس العلوم التجريبية والتقنية الحديثة.. وخلق أجيال واعيد مرتبطة بالفكر الإسلامي.. وبدون هذه الخطوة سيظل العقل العربي منبهراً بالإنجازات العلمية الغربية والشرقية ومعجباً بثقافتها وتقليدها.. وعاجزاً عن تحقيق ثقافة أصيلة متميزة..!!
ومن يدعي بأن الدين الإسلامي هو السبب في هذا التخلف.. أو أن مبادئة وقيمة عاجزة عن إستيعاب الحضارة المعاصرة.. هو مخدوع أو مضلل يحقد على الإسلام.
فالعجز في القلوب والنفوس.. وليس في العقيدة الروحية.!