لعل المراقب للساحة الأدبية.. قد لاحظ أن بعض النقاد العرب المتأثرين بالدراسات اللسانية الحديثة.. والمناهج النقدية الحديثة في الغرب.. قد بدأوا يميلون إلى إعادة النظر في معطيات ما كانوا يتحمسون له.. ويدعون إليه في الإبداع الأدبي باللغة العربي..!!
فالدكتور أحمد كامل زكي.. وهو من النقاد والمؤيدين للأشكال الحديثة في التعبير الأدبي والمتحمسين للقصيدة النثرية.. ومن أبرز المتأثرين بتلك الدراسات قد بدأ يعترف بخطأ هذا التوجه.. فقد كتب مقالاً بعنوان مفهوم التجديد في الأدب العربي باللغة العربية..!! وخلص إلى القول بأن هناك ظواهر قد سيطرت على الساحة الأدبية والنقدية في العالم العربي.. نتيجة التأثر بتلك الدراسات والمناهج النقدية وهي:
1 – التقليد غير المسؤول.. ويقصد بذلك محاولة الأدباء والشعراء العرب.. نقل مفاهيم أو إشكاليات حديثه في التعبير الأدبي لا تتلاءم مع تراثنا.. أو موروثنا الحضاري..!!
2 – التبعية الثقافية للغرب عندما قال ومن هنا كان طبيعياً أن (نعترف) بأن الجديد كله – ويقصد نزعه الحداثة- أو المحدث الذي أتفقنا على أنه أكثر ايغالا فيما لم يكن له سابق وجود من سياقنا الحضاري.. ولا شكلته موروثاتنا بطريقه تنم على أنه من صنعنا..!!
3 – قيصرية النقد الأدبي.. عندما قال أن النقد الأدبي صار (عمليه) اغتصاب يتحول تحليله بها – أي بهذه العملية- إلى أدى خرق وتعريه؟؟ أو تغطيه أشبه ما تكون بالتعمية..!! كل ذلك ورد في مقاله المنشور بجريدة الرياض في عددها الصادر يوم الخميس 9 شعبان الماضي..!!
ولا شك في أن رجعه بعض النقاد العرب عن التوجهات التي تأثروا بها سواء كانت شكليه أو فكرية توحي بأن تطبيق الدراسات اللسانية الحديثة على اللغة العربية كان خاطئاً.. لأنها لا تتفق مع أصالة هذه اللغة.. كما أن معطيات المناهج الفكرية الحديثة لا تتلاءم مع أصالة الفكر للأمة العربية..!!
وهو ما قلت به.. وحذرت منه عندما أخذ بعض النقاد والكتاب من شبابنا المثقف طريقهم للسيطرة على الصفحات الأدبية.. ومنذ أن بدأت تطالعنا كتابات بأقلام وافده تتحدث عن التجديد.. والمعاصرة وتبشر بفتوحات عظيمه للقصيدة النثرية..!!
فإذا كان التعبير عن الأفكار والمعاني بالأداء الشعري التقليدي محاكاة وتقليدًا وانجرارا.. فهل ينفي هؤلاء النقاد أن قصيده النثر نفسها تمثل تقليداً ومحاكاة لأداء شعري حديث معروف في الحياة الأدبية في الغرب..