تخطى إلى المحتوى

دردشية لسانية

    من المعروف تاريخياً.. أن علماء اللغة العربية قد أهتموا بالدراسات اللسانية في اللغة العربية.. وابتكروا فيها معارف تدل على الريادة في هذه الدراسة. كما لفتت ظاهرة اختلاف اللغات الغربية حديثاً بعض الباحثين في الغرب.. وأهتم بذلك عباقرة اللسانيات الحديثة.. وعبقريتهم بالمناسبة ليست في إبداع هذه المعرفة.. ولكنها في مقدرتهم الخارقة على لفت أنظار بني يعرب إلى منهج هذه الدراسات في الوقت الحاضر.. وكسب الأنصار في مختلف الأقطار العربية خصوصاً في المغرب العربي.. وتكوين شبكة نقديه حديثه للتفكيك والتشكيك اللغوي.. والدعوة لحداثة النص في اللغة العربية!!

    كل ذلك من أجل غسل العقل العربي الجديد.. والقول بأن الثقافة لا تكون في مستوى المعاصرة والحداثة والحضارة إلا بمسطرة النقل.. وأن النقد الأدبي لا يكون عميقاً.. والناقد لا يكون مجيداً إلا إذا طبق مدلول اللسانيات الحديثة.. وأن الإبداع الأدبي لا يكون جميلاً إلا إذا كان غير مفهوم أو مألوف.. بل منغمساً في اللامعقوليه..!! كما يقال في السابق أن ثقافة الشخص لا تكون عميقة إلا بمعرفة ما أوحت به إلهه الاولمب وفلاسفة الإغريق..!

    ولست في الواقع بصدد انتقاد هذه المعرفة (الموسومة) (بإشكاليات)حديثة.. أو تهميش ما تنطوي عليه علوم اللسانيات الحديثة كالبنيوية أو غيرها لارتباطها بمناهج فكرية.. ولا بتنظير الثابت والمتغير من الأصول (وشخصانيه) العلة والمعلول.. ولا بفكرة اختلاف مدلول الكلمات والاصطلاحات في اللغات.. وخضوع كل اللغات لحتميه التغير والتبدل بمرور الزمان.. أو الاهتمام باللهجات في مختلف اللغات وارتباطها بالعلوم الاجتماعية و الانتروبولوجية التي هي من صلب اللسانيات الحديثة.. والهدف من تطبيق مدلول هذه الدراسات على اللغة العربية في الشكل والمضمون الذي يدعو إليه ليفي وبارت وبلوم وجاكسون من متعصبي صهيون.. ولكنني أحاول مناقشة الأخر (محمد اركون) المتحمس لرابطة (الفرنكوفون) ولو على مستوى (الكلوشار) والانبهار بمنهج (تشومسكي) حفيد ساره برنار.. وهو منهج يقول بموت مؤلف كل نص لا يلتزم بالأخلاق والمألوف..!!

    هذا الأخ المسلم يدعو مؤخراً في باريس أبناء الأمة العربية في الأقطار المغربية للإخلاص لهذه الرابطة الفرنكوفونية بحجه أنها تبني حضارة وثقافة عالمية.. ونحن نقول له بأن عالمية الثقافة لا تكون بالتبعية والتقليد.. وإنما هي في الأصالة (اللغة) (والفكر) اللغة العربية والفكر الإسلامي بالتحديد..!!

    ومعذره أيها القارئ الكريم من هذه الدردشة اللسانية.. أو هذا الحوار الذي قد يصيبك (بالدوار) كما أصاب أحد كتابنا الكبار عند سماعه بعض الأشعار.