تخطى إلى المحتوى

لمحات من فلسفة التاريخ

    اختلاف الدافع أو الباعث لكتاب التاريخ.. لدى المؤرخين قديماً وحديثاً شيء معروف.. فقد يكون من أجل الإشادة ببطولات رموز تاريخيه.. أو أحداث بارزه في التاريخ يعتبرها المؤرخ من أمجاد أمته.. وقد يكون تدوينه بدوافع متباينة ذاتيه لا تسلم من التلفيق والتجريح..!

    وإذا كان للتاريخ فلسفه طرحها مفكرون في الغرب.. فإن الدراسة التي أبدعها تنظيراً المؤرخ العربي (ابن خلدون) في مقدمته.. لها ميزه السبق في هذا الميدان.. عندما تحدث عن عناصر التاريخ.. وفلسف كل عنصر منها برؤية عبقريه رائده..!!

    فقد ذكر في مقدمته.. أنه قد أخترع في كتابه التاريخ منحى.. أو مذهباً لم يسبقه إليه أحد.. وريادته ليست في تدوين التاريخ وإنما في فلسفه عناصره.. بمنهج علمي.. فقد ربط المعرفة التاريخية بإشكاليات إنسانية عديده.. وعلل معطياتها وتأثيرها في الإنسان والزمان والمكان..!! بخلاف ما كان يعتقده (ارسطو) أن التاريخ مجرد سرد للأحداث التاريخية.. وبخلاف ما ذهبت إليه الفلسفة التاريخية الحديثة.. هدمية أو عدمية.. المعرفة في الغرب التي تنكر أن يكون للمبادئ والقيم الأخلاقية أي أساس في الوجود.. والتاريخ جزء منه.. فهي فلسفه معاديه للوجود والإنسان.. لأنها تنطلق من فكره تشاؤميه لا تفيد الإنسان في الحياة..!! وإبن خلدون يرى العكس من ذلك.. لأن التاريخ عنده يمثل عظه وعبره للإنسان.. على امتداد عصور التاريخ..!!

    ومن هنا.. فإنني أعتقد بأن الأمة العربية التي تعرضت لأحداث تاريخيه جسيمه منذ الحروب الصليبية.. حتى الآن.. مدعوه لقراءة التاريخ للاتعاظ بسلبياته.. والاستفادة من إيجابيات وللحديث عن فلسفه التاريخ صله.