تخطى إلى المحتوى

الدعاية .. وتأثيرها في العقل

    عندما قال الشاعر (أحمد شوقي) في مسرحيته (أنطونيو..وكليوباترا) أنظر الشعب ديون ../كيف يوحون إليه../ يا لم من ببغاء/عقله في أذنيه.. لا شك أنه كان يعبر عن ظاهرة انخداع الإنسان بالدعاية حتى وإن كانت في غير صالحه..!! 

    وعدم استخدام الإنسان لعقله ظاهرة موجودة في كل مجتمع إنساني منذ أقدم العصور.. فالأمة العربية قد عانت من هذه الظاهرة.. ولم تستطيع التخلص منها إلا بنزول دعوة سماوية إلى الأرض قامت على مفاهيمها وقيمها ومبادئها حضارة عربية عظيمة في التاريخ..!! 

    ولكنها – أي الأمة العربية- بعد انهيار هذه الحضارة قد أصبحت تتأثر بالدعاية لكا مبدأ وفكر يستهدف العقلية والنفسية للأفراد والمجتمعات!! وما استجابة المثقف العربي حالياً للأفكار والمناهج الوافدة وتحمسه لها.. على الرغم من أن معطياتها ليست مستجدات علميه يستفيد منها الإنسان العربي في مواجهة التحديات المعاصرة.. إلا شاهداً على التأثر بالدعاية..!!

    وكذلك استجابة القارئ العربي وإعجابه بالشاعر نزار قباني وتقليده من قبل تلامذته السذج في المهرجانات الثقافية.. هو شاهد على التأثر بالدعاية.. علماً بأن أغلب إبداعه الشعري هو تعريه لجسد المرأة.. أو تجديف عقائدي.. وغرس لأظافر حقده في براميل النفط..!! هذه الظاهرة ماذا تدل عليه.. إن لم تكن عدم نضوج عقلي.. وتأثر بالدعاية؟؟

    وأذكر عندما كنت أعمل في الكويت عام 1967 بعد النكبة وهزيمة الجيوش العربية إن أغلب الصحف نشرت له قصيدة بعنوان (على هامش دفتر النكسة) استقطبت إعجاب القارئ العرب على الرغم من أن مضمونها كان تحقيراً مبطناً للأمة العربية على هذه الهزيمة.. وقد نظمت قصيدة في ذلك الوقت أقول في مقطع منها.. لكنني ما كنت أرتجيك شاعراً لكل نهد داعر.. بل كنت أرتجيك فارساً لكل معنى ظافر. من أجل امرأة ثكلي.. وطفل حائر.. أن تنزع القميص المستعار.. قميص شهريار.. يكفيك أن النوم حل في جفوننا.. مذ حل في شعوبنا أفيون شهريار!! وهذه القصيدة موجودة في مجموعتي الشعرية (قصائد من مقبل العيسى) التي نشرها الأستاذ عبد العزيز الرفاعي عام 1969..!!

    وأذكر أنني أرسلتها لبعض الصحف في الكويت والمملكة ولكنها لم تنشر.. لأن العقول كانت متأثرة بالدعاية لهذا الشاعر..!!

    ومحاكمة شعره حالياً من قبل بعض الشباب المثقف في المملكة وفي العالم العربي.. أعتقد بأنه دليل وعي عقلاني.. أتمنى أن يمتد أثره للشعوب العربية..!!