تخطى إلى المحتوى

التفريط بالتقاليد الحميدة

    وهكذا أنقضى شهر الصيام والعبادة والاستزادة من أعمال الخير.. وهل علينا العيد الذي تحتفل به الأمة الإسلامية في كل عام لإبراز مظاهر المحبة والتعاطف بين أفراد المجتمع.. يتقبل فيه الإنسان التهاني من صديق. ويزجيها بالمثل لحبيب أو قريب..!!

    وعادة تبادل الزيارات للتهنئة بالعيد.. من التقاليد الحميدة التي يحرص الإنسان على القيام بها.. لأنها تبرز مظهر الفرحة بالعيد.. والإحساس بمعانيه الجميلة.. وهذه العادية التمثل مجامله اجتماعية فحسب وإنما هي مشاركة وجدانية تنطوي على ترابط أسري قوي.. وتعاطف اجتماعي يدعو إليه الإسلام..
    ويحث عليه..!!

    وليس أجمل من زيارة يقوم بها الإنسان في العيد تكريماً لكبير.. أو إدخال الفرحة والسرور في قلب صغير يتطلع لمثل هذه الزيارة من كبير.. ولذلك نجد بأن أغلب الأفراد في مختلف الشعوب يحرصون على تمضيه إجازة الأعياد بجوار الوالدين.. أو في مسقط الرأس لزيارة الأصدقاء والمقربين.

    ولكن المراقب للحياة الاجتماعية عندنا في السنوات الأخيرة.. قد أصبح يلاحظ أن بعض مظاهر الأعياد الجميلة التي كانت سأئده في الماضي قد تلاشت لأسباب لا أعتقد بأن رقعه (المساحة للتفكير) تتسع لها.. وربما ضاق بها صدر القارئ..!!

    ومن أبرز مظاهر هذا التلاشي تفضيل البعض تمضيه إجازة العيد خارج المملكة بعيداً عن الأهل والأصدقاء.. وتفادياً للقيام (بالمعايدة) للقريب والصديق؟؟!! وليس من شك في أن اللذين يتهاونون بالعادات والتقاليد الاجتماعية الحميدة في مناسبة الأعياد أو في غيرها من المناسبات لا يدركون تأثير هذا التفريط في سلوك ووجدان الأجيال القادمة منهم..