أن تكون صورة الجمال عندك..تتمثل في صورة كثيب رمل ينفح بالعبير.. ويوحي لك بنبضة وجدان.. ولمسة حنان.. فهذا شيء جميل أعرفه.. يا سيدتي … ولكن..!!
ولكن آه من غربتي عن هذا الشيء الجميل الذي تتحدثين عنه !! إنه قريب مني … وبعيد عني…!! قريب لأنني منذ نعومة أظافري وأنا أسمع عنه.. و بعيد لأنني لم أجرب في يوم من الأيام أن أرتمي بأحضانه …!!! أو أن أسمح له بتقبيل خدي…!!
فكيف بالله عليك تتوقعين مني أن أكون عاشقاً مثلك لنفح عبير هذا الرمل.. أو أن أحس بروعه عطائكما تحسين؟؟
لا أريد أن أكذب عليك .. فالقول إن روحي متعلقة بروح و جذور كثيب الرمل. أو أنني أهيم بربيعة ودفئه ..فقد أصبحت من تراكم ضباب الستين أعيش في عالم جليدي لا يحس بجمال و دفئ ما تتحدثين عنه…!!
أنت يا سيدتي شاعره تتوق لنبض ووجدان .. و لمسة حنان يوحي بها كثيب رمل ربيعي النفحة .. أريحي العطاء للإنسان و الزمان .. و المكان ربما هروباً منك عن حياة حضريه قاسيه أو تطلعاً لحياة مفعمة بالمحبة والحنان…!! المس هذه الشاعرية من خلال أسلوبك الجميل و إبداع خيالك المجنح…!!
أتريدين مني أن أكون مبدعاً لخيال أكثر تحليقاً.. وأسلوب أكثر تشويقاً هبني إذن شباباً مثل شبابك كي أفعل..!! فأين مني يا سيدتي تغريد الشحارير.. وأين من فني نقر العصافير لحبات العنب ؟؟
شجرة التوت بفضل ثمرتها الحلوة قرمزية اللون تستطيع أن تنسج أغلى شرانق الحرير .. أما البعرة فلا تدل إلا على بعير..
يا سيدتي … ولك تحياتي..!