فوزي خياط .. يبدو أن في داخله بوتقة عشق للكلمة الجميلة .. فيه نزف عاطفه جياشه .. وإحساس ظامئ لكل شيء جميل.
فارس جديد لعذوبة اللفظ .. وحلو النغم و البوح الوجداني المهموس لمعطيات الحياة الجميلة ..
يعجبني فيه التفاني في حب الكلمات المتوهجة معنى وإحساساً صادقاً بالجمال .. و الحبيب المجهول صوره ومعنى .. و أخيله أفق واسع يحلق فيه فكره و إحساسه ليشدو بأحلى نغم ..
أن الحب اللاإرادي .. و الميل الطبيعي للعشق و الوله بجمال الحياة هما موهبة الفنان يصقلها ألم الحرمان .. و معاناه الزمان لتتوهج شعراً مهموساً أو نثراً مجروساً .. وهي موهبة منحت بريقا .. وأرهفت الأذن لسماع عطاؤهم الشعري الجميل ..
تذكرني مناجاته لمن يحب ولما يحب .. وهمس قلبه و حلاوة نغمه بالأديبة العربية المشهورة (مي زيادة) كان ألمها و تعلقها بالحبيب المجهول مصدر إلهام لأسلوب شعري .. ونثر فني تفتقده الساحة الأدبية في الوقت الحاضر ..
لا ضير عليه من هذا الألم .. لأن النزف العاطفي .. و الإحساس الجميل بمعطيات الحياة الجميلة موجه ينغمس فيها وجدان الشاعر ليبدع حلو النغم .. وصدق الألم .. شدني إليه ما يكتبه في صفحات جريدة (الندوة) منذ سنوات بأسلوب مترف .. و خيال مرهف .. فأقول في نفسي .. عسى أن تكزن خامه عاطفه متوهجة .. وباقة عشق المحبة أسمع فيها وشوشه الحمام .. أشم فيها عبق الزهور في الأكمام ..
ألم أقل لك يا صديقي القارئ أن فوزي خياط سمي (فوزي المعلوف) في قلمه حداثه .. اقرأ نفحاته و يومياته فاطرب .. لأنها جميله معنى و جرساً .. و أرجو أن لا تكون مشدودة للحداثة المزعومة بصله .. بل مغموسة بأصالة النغم .. و نزف الشجو و الألم ..
وقفه أخيره, قال الشاعر :
سلبتني من السرور ثياباً
وكستني من الهموم ثياباً
كلما أغلقت من الوصل باباً
فتحت لي إلى المنية باباً
عذبيني …. بكل شيء سوى الصد
فما ذقت كالصدود عذاباً !!