حقاً إن الحياة و الموت بيد الله .. و إن لكل أجل كتاباً ..!! ولكن إن تزهق نفس بريئة بيد أثمه لا تتقي الله. و لا تؤمن بثوابه و عقابه .. و بإصرار و ترصد .. هو الذي يؤلم الإنسان ويحزنه..!
وأي ظلم أبشع و أشنع من قتل إنسان لم يرتكب إثماً أو خطيئة في حق إنسان أخر ..؟؟ فقتل النفس البريئة ليس محرماً أو مستنكراً من قبل الشرائع السماوية .. أو القوانين الوضعية فحسب .. ولكنه جريمة منكره أيضاً لا يرتضيها ضمير شخص متحضر يؤمن بحق أخيه الإنسان في الحياة ..!
ولقد تألمت وحزنت لمقتل المرحوم بإذن الله السيد محمد علي المرزوقي الذي اغتالته يد الغدر في بيروت مؤخراً .. فقد عرفته معرفه وثيقه عندما كنت أعمل في سفارة المملكة بلبنان .. في مطلع الستينات .. وقد أتى هذا البلد الجميل للعلاج فيه فأحبه. وأحب أهله .. و آثر الإقامة فيه لظروفه الصحية ..!! و لم يكن له حسب معرفتي له الشخصية أي ميول سياسية .. أو تجارية .. ولكنه كان يستعين في تلك الفترة على تكاليف الحياة بالعمل في بعض المؤسسات الأهلية في بيروت .. ولا أزال أذكر أنه كان – يرحمه الله – منطوياً على نفسه قليل الاختلاط بغيره .. إلا في مناسبات قليله .. وقد علمت فيما بعد أنه التحق بالسفارة موظفاً محلياً عندما كبر سنه لمساعدته على المعيشة في لبنان .. الذي أثر الإقامة فيه لتوعك صحته يرحمه الله ..!!
ويعلم الله إن نفسي تزخر بالحزن و الألم كلما تذكرت بشاعة الجريمة التي ارتكبت في حقه .. فقد عرفته إنساناً يتصف بدماثة الخلق المأثورة في جميع أفراد أسرته ..عرفته إنساناً محبوباً ليس له أعداء .. مستقيماً في تصرفاته .. و سلوكه في الحياة .. عرفته إنساناً نقي السيرة طيب القلب .. يبدي الحياء و سماحه النفس و التواضع لكل من يقابله .. أو يتحدث إليه ..!! و من المعروف أنه ينتمي لأسره تشتهر بالعلم و خدمه العلوم الشرعية ..!!
حقاً لقد تألمت من اغتياله بيد أثمه منغميه بالحقد على الحياة و الأحياء .. بوحي من قناعات مذهبيه متطرفة .. لا يؤمن بها إلا من أعمى الله بصيرته ..!!
فليرحم الله الفقيد الشهيد .. وليتغمده بعفوه و مرضاته .. و لذويه الصبر و احتسابه لوجه الله .. وإنا لله و إنا إليه راجعون.