لقد كتبت في جريدة المدينة المنورة مقالاً من خمس حلقات قدر لي أن أقرأ بعضها .. ترد فيها على ما كتبه توفيق الحكيم في بعض الصحف الصادرة في القاهرة بعنوان (حوار مع الله) سبحانه وتعالى..!!
وهو حوار يدور حول أفكار متطرف لا أعتقد بأن أي مسلم يرضى عنها أو يقبل قراءتها .. ليس لها مردود ثقافي أو فكري بناء يفيد القارئ أنها سفسطة كلامية .. بل نزعات شيطانيه .. وجرأة على الحق لا يقبلها العقل .. أو تجديف لا يقول به ذو ضمير حي ملتزم بموقف إنساني و مبادئ خلقيه شريفه .. فما كتبه توفيق الحكيم في رأيي – ليس فلسفه عقلانية تهتم و تطرح مسائل ما وراء الطبيعة .. وليست دراسة لا هوتيه متعمقة في مفهوم الأديان .. إنما هي في الواقع شبهات و أضاليل, و تخرصات .. بل نزعات شيطانيه لا تفيد القارئ ..!!
ولا شك بأن فضيله الأستاذ سرسيق قد أجاد في الرد عليه .. إلا إنني كنت أتمنى لو أنه أثار ملاحظه طرأت لذهني عند قراءة رده و فكره كنت أتمنى لو يحققها فضيلته وهما ما يلي :
أما الملاحظة التي طرأت لذهني فهي هذا السؤال .. ما هو الدافع لتوفيق الحكيم. وهو كاتب مرموق و مشهور لا يحتاج لمزيد منهما أن يكتب ما كتب أو يفكر فيه ..؟ فأستقر في ذهني بأن الرجل – أي توفيق الحكيم – قد يكون لديه عقده
(شهوة الحصول على جائزة نوبل) فقد يكون الهدف مما كتب هو الرغبة في الحصول عليها .. بدليل أنه بعد اتفاقيه (كامب ديفيد) .. حاول دغدغه عواطف الشعب اليهودي في إسرائيل. وأبدى تعاطفاً مع الأدباء اليهود هناك .. وأنت أدرى مني بما قيل و كتب عن ذلك. وقد يكون في حواره هذا يريد أن يلفت نظر الدوائر الثقافية في الغرب ليظهر مفكراً متحرراً و كاتباً غير متعصب .. وليستدر عطف أعضاء هذه الجائزة .. و أغلبهم كما تعلم يهود متعصبون للدين اليهودي .. و معادون لأي مفكر أو كاتب يعارض دعوى الشعب المختار و لا يؤمن بنظرية أرض الميعاد ..!!
فهل يرى فضيلتكم التعقيب على هذه الملاحظة .. وإيضاح موقفه مما ذكرت سابقاً ليكون ذلك مع ما ذكرت في ردك تفنيداً مفحماً له و لنزعته الشيطانية ..؟
أما الشيء الذي أتمناه – فهو محاولة نشر الحلقات التي نشرت في جريدة المدينة المنورة .. وتعقيبكم على هذه الملاحظة في صحيفة تصدر في القاهرة لكي يطلع عليها القارئ .. في أرض الكنانة .. لأنه قد نشر ما كتبه هناك ليكون لها مردود إيجابي أعم و أكثر نفعاً .. ولك مني أجمل تحية.