طالعت في جريدة الرأي العام الكويتية, مقالاً بقلم الكاتب المصري المعروف (أحمد بهجت) يتحدث فيه عن رفع شعارات إسلامية .. أو الإعلان عنها. من قبل بعض الدول العربية والإسلامية. دون تطبيق هذه الشعارات بسبب غياب الحكم الديموقراطي الذي يساعد على تطبيقها !!
و يضرب لذلك بعض الأمثلة التي لا تغيب عن الأذهان.
و يرى بأن الإعلان عنها, دون الاعتماد على أبسط القواعد الإسلامية في أنظمه الحكم. وهي تأمين الحرية الفردية. و إحساسه بالأمن والاستقرار النفسي, تصبح تلك الشعارات مجرد لغوو لهو لا طائل منه !!
و يقارن الكاتب بين إحساس الفرد بالأمن و الاستقرار النفسي في الدول الغربية وافتقاد الفرد لهذا الإحساس في بعض الدول العربية والإسلامية !!
و يرى بأن هذا الاختلاف. يعود لأنظمة الحكم السائدة في تلك الدول!!
فالمواطن في الدول الغربية, يخضع لحكم ديموقراطي في حين أن المواطن في بعض البلاد العربية والإسلامية يحكم بأنظمة استبداديه شموليه لا تحقق له الإحساس بالأمن و الاستقرار النفسي!!
ونحن إن معنا النظر في واقع العالم العربي لوجدنا بأن شعور الفرد في بعض البلاد العربية بعدم الاستقرار النفسي يعود لمسلسل الأحداث التي مرت في الخمسينات, بعد قيام دولة إسرائيل في المنطقة, أي حدوث انقلابات عسكرية كانت ترفع شعارات سياسية, ومبادئ أيديولوجية, أخضعت بعض الشعوب العربية لحكم استبدادي, لا يتفق مع الحرية الفردية!!
وليس من شم في أن تلك الأحداث كانت مرسومه من قبل دوائر معاديه للأمة العربية و نفذت بأساليب خادعه مدروسة بذكاء من قبل أشخاص متواطئين أو مخدوعين !!
ومن الغريب أن تلك الانقلابات. قد أطاحت بأنظمة ديموقراطية كانت قائمة. ولم تتمخض إلا عن قيام أنظمه تتعارض مع الشعارات التي كانت تطلقها أو تعلن عنها !!
و على الرغم من معاناة العالم العربي من تلك الأحداث و تكشف كثير من الحقائق فلا يزال هناك من يحاول تجاهل ذلك و يصر على تكريس أنظمة لا تؤمن للفرد استقرار نفسياً, أو تحقق له تطلعاته في حياة كريمة !!
حتى أصبحت حجه الدوائر السياسية في الغرب عندما تثار أي مشاكل تعاني منها الشعوب العربية اقتصادية وحضارية. أو تطرح قضية عربية في مواجهة إسرائيل. هي غياب ديموقراطية الحكم في بعض الدول العربية!!
من هنا ينبغي أن ندرك:
بأن رفع الشعارات الإسلامية في بلد تسوده الديموقراطية في الحكم إنما هو لغة و لهو. ولا أستبعد أن يكون الإعلان عن تلك الشعارات, دون تطبيق حقيقي للإسلام والحرية. هو سياسة (باطنية) ليس الهدف منها تحقيق تلك الشعارات, وإنما الهدف منها وجود الخلافات وانتصار الرأي المعارض!!