مقبل العيسى !؟
لم يعد للموت ذلك الدوي الهائل في انشغال الناس بالدنيا … كان الموت في (الإيمان) :رضا بإرادة الله, وتصبراً على الأحزان .. فما بالنا حتى أحزاننا :تطلع مبحوحة التعبير؟!
صار (الموت) في دوامة الحياة و ركض الناس :لا أكثر من (تراجيديا) قد يضحك البعض في قفلتها .. بل إننا كثيراً ما نسمع اليوم قهقهات في سرادقات و مجالس العزاء .. كان (الموت) قد هان في فحش التسلط المادي!
ولست أكتب سخريه مالحه و نحن) نخاصم الملائكة) – حسب تعبير محمود درويش – لكنه إعجاب الإنسان بخيط و بخط النمل على جدار الحياة .. لا يمل من النكوص و العودة ومن ثم : البدء للنكوص .. لكن الكثير من الناس: آثر أن يخاصم الحب, و يخاصم الخشوع بقلبه و جوارحه, حتى في الصلاة, لأن الإنسان بات مجلوداً من الخلف: راكضاً إلى الأمام ليلحق بالسراب !
وفي كل هذا الانشقاق النفسي : فوجئنا بالموت يختطف منا: الشاعر, و الدبلوماسي, و الأديب/ مقبل العيسى …. و مازالت الدهشة تلازمني, بعد مضي أكثر من أسبوع على فقد المجتمع الأدبي و الشعري لشاعر سعودي كبير, كانت أضواء الصحافة – و هو في موقعه الدبلوماسي و نشاطه الأدبي – لا تنحسر عنه. فلما زنره المرض و أحاط بجسده الضعيف من كل جانب, و قد أثر العزلة و التقوقع في بيئته .. ابتعدت عنه أضواء الصفحات و الملاحق الأدبية مكتفيه بتركيز إضاءاتها و حفاوتها و تلميعها لأسماء نقاد و شعراء من خارج المملكة لتعطيهم أيضاً: حق تهميش و تقزيم بعض أدباء هذا الوطن؛
و هكذا أختفى (مقبل العيسى) الشاعر الأديب, و الإنسان العاشق لوصله للناس, و المرح الجميل في قفشاته و تعليقاته .. فلم يسأل عنه أحد,
وبقيت مطبوعاتنا الثقافية شديدة الاهتمام و الانشغال (بالأخر) من خارج الوطن, و التركيز على نقاد الحداثة و شعرائها !!
و في يوم الإثنين الفارط 18/2: أنتقل إلى رحمه الله تعالى: الشاعر الكبير /مقبل العيسى الذي (انفردت) صحيفة (الجزيرة) بنشر خبر وفاته بعد أيام على موته, أعقبتها (الرياض) بصفحه كامله عنه!
مقبل العيسى: هل كنت تعلم مقدار الحب لك متوافقاً مع نقص و فائنا بالسؤال عنك , وقد كنت أبى النفس , حر الفكر, تردد: (فالحر لا يغريه زيف و لا يبيع ما يغليه بالدرهم)!!
رحمك الله و اسبغ عليك الرضا و العفو من رب غفور.
أخر الكلام
من شعر / مقبل العيسى :
ما همني دنياي أن تبسمي
للعطر من كفيك .. لن ارتمي
منك الشذى :زيف, وظني به
ماحيك للعصفور من أرقم!!