تخطى إلى المحتوى

تحية وبعد .. د.عبدالرحمن الشبيلي .. جريدة عكاظ

    تتسابق في الذهن قائمة الشخصيات التي تنطبق عليها معايير هذه الزاوية ممن هم في المقام الأول, بعيدون عن الأضواء عازفون عنها. رغم عطائهم وخدماتهم في سبيل إنهاض هذا الوطن وتنميته و ممن يعيشون بيننا ولم يسبق لي أن كتبت عنهم في مناسبات سابقه. حريصاً قدر الإمكان أن أكتب عن معرفه شخصيه موثقه.

    وصاحب العنوان. هذا الأسبوع, شاعر يقيم في جدة, منذ أن تقاعد عام (1404 هـ) عن عمله الدبلوماسي في عدد من البلدان والمواقع والمسؤوليات.

    ولد في مدينه عنيزة بمنطقه القصيم في حدود العام 1347 هـ (1927م) وأنتقل مع أسرته إلى الحجاز و درس الابتدائية في الطائف, كما حصل على الثانوية من مدرسة تحضير البعثات في مكة المكرمة. ثم ابتعث إلى القاهرة سنه 1370 هـ (1950م) حيث نال شهادة الليسانس في الحقوق التحق بالعمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية و عمل في لبنان و سويسرا, كتب عنه د. إبراهيم الفوزان في كتابه عن الأدب في الحجاز, و عبدالكريم بن حمد الحقيل في كتابه عن شعراء العصر الحديث, وصالح جمال في كتاب: وحي البعثات السعودية. و د. علي جواد الطاهر في كتابه معجم المطبوعات في المملكة, و عبد العزيز الرفاعي في المكتبة الصغيرة, كما أوردت مجلة (المنهل) ترجمه لحياته. وأورد معجم عبدالعزيز البابطين عن شعراء العرب نبذه عن حياته. وتناول شعره كثير من المحللين والناقدين ومنهم عبدالله بن إدريس و محمد العامر الرميح, و د. أحمد الضبيب.

    صدرت له مجموعه من الدواوين الشعرية منها:

    قصائد من مقبل العيسى 1392هـ (1971م)

    و ديوان غربة الروح 1414هـ 1994م تقديم د. أحمد الضبيب, والهروب من حاضر الذي أصدره سنه 1414 هـ 1994م أيضاً كما نشرت المطبوعات الصحفية المحلية كثيراً من شعره و نثره, و كان من أقدم ما عثرت له قصيده في تحيه الملك عبد العزيز مطلعها :(أقبل فها أم القرى مزدانة) نشرتها أم القرى 1365هـ 1945م

    قيل عن شعره: أن فيه مسحه من التشاؤم. وأن جله في موضوعات قوميه ووطنيه و غزليه, وأن أقدم قصيده له قد نظمها في مطلع الستينات الهجرية, وأنه نهج بشعره نهج الشعراء المحدثين.

    وقال عنه د. أحمد الضبيب في تقديم ديوانه غربة الروح أنه ديوان شعر جيد يصدر في وقت بعد العهد فيه بيننا وبين الشعر الجيد, أحسست إنني بإزاء شاعر ذي كلمه واضحه و جرس هادئ وألفاظ تستمد جذورها من تراث العرب الأصيل. ثم أستشهد بن الضبيب من لمحات شعره الرقيقة بأبيات من قصيده نطمها في نكسه سنة 1967 م يقول في مطلعها:

    أختاه ما أقساه من قدر

    أن يفقد الإنسان ما أغلى

    حسب القضا أن تخسري وطنا

    في غربه أو تصبحي ثكلى

    كما يستشهد من شعره في الغزل العذري الرقيق النابع من خصال المروءة و العفة من قصيده يقول فيها:

    تبت يدي أن لامست لي صبوه

    يمناي أو قتل الظمأ لي مذهبي

    لي من صفات المؤمنين شمائل

    لسوى طريق المؤمنين لم تتعصب

    و اقتبست هذه الزاوية من ديوانه (الهروب من حاضر) بيتين من قصيده بعنوان (شيخ الصحافة) قالها بمناسبة تكريم أحمد السباعي رحمه الله سنه 1403هـ

    يا عاشق الحرف كم تحلو الدنُا بيد

    للصالحات وكم تشقى بصنع يد

    لئن جفاك نجوما كنت تلهمها

    فلن تهوى على الأقمار في بلدي

    ويقول من قصيده له بعنوان لك الله يا شعب العراق (1990م)

    لك الله يا شعب العراق أترتضي

    حروبا وأنت الثاكل المغلول

    و حظك منها ثاكل و معذب

    بجرح و عجز دائم و فلول

    إلى أن قال:

    تبصر فربحي في الجهاد كتائب

    لنصر وماضي الرافدين دليل

    حيا الله مقبل عبد العزيز العيسى, والبسه ثوب العفو والعافية, فهو و إن توارى عن الأضواء, يظل نجماً مضيئاً في سماء الحركة الثقافية السعودية, و رمزاً له مذاق خاص, من رموزها التي نالت الاحترام و الإكبار, لأدبه و عزة نفسه و فكره المستنير.