تخطى إلى المحتوى

وندوة أدونيس .. وفائدتها !؟

    الذي يلفت نظر المراقب للساحة الأدبية في العالم العربي المعروفين بتوجهاتهم الفكرية والأدبية الحديثة.. وبعض الأدباء العرب المؤيدين للفرنكوفونية قد أصبحوا يتواجدون منذ سنوات عديده في كل من باريس ولندن.. ويؤلفون فيهما شللية أدبيه وفكريه تجتذب بعض الأدباء والشعراء العرب..!!

    وإذا سألت عن السبب.. أجابك العارفون ببواطن الأمور أن أغلب هؤلاء الأشخاص يتعاطف وجدانياً وفكرياً مع أجواء هاتين العاصمتين.. كما أن لبعضهم صله حميميه بمستشرقين في الجامعات الغربية.. أو له علاقة بمؤسسات ثقافيه تهتم بنشر المناهج الفكرية والأدبية الحديثة في البلاد العربية مشرقاً مغرباً..!!

    ومنذ سنوات ذكر لي صديق يعمل بإحدى السفارات العربية في باريس أن هناك شاعراً حداثياً تسلط عليه الأضواء في الصحافة العربية.. عندما قدم لباريس في الستينات.. عين محاضراً أو مدرساً في جامعة السوربون على الرغم من أنه كان لا يجيد اللغة الفرنسية أكاديمياً..!!

    وعندما قرأت قبل أسابيع خبرعن (ندوه) ستقام في العاصمة البريطانية برعاية مجلة مواقف التي يصدرها أدونيس.. وأنه سيدعي إليها أدباء وشعراء ومفكرون من مختلف الأقطار العربية للحوار حول موضوع (الحداثة.. والإسلام)!! تذكرت ما حكاه لي ذلك الصديق.. عن علاقة بعض الشعراء والأدباء العرب المؤيدين للطروحات والمناهج الفكرية الحديثة بالدوائر الثقافية المغربية.. وقد كنت أنوي التعليق على هذا الخبر.. غير أن الصديق الأستاذ (عبد الله عبد الرحمن الجفري) قد أشار في زاويته ظلال التي تنشرها جريدة عكاظ إلى بعض المحاذير التي ربما تنجم من عدم حياديه منظمي هذه (الندوة) ..!! وتساءل عن عدم اشتراك المؤسسات الثقافية العربية.. كمنظمه الثقافة والتربية والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية في هذه الندوة..!!

    وبودي أن أؤكد علاوة على ما المح إليه الأستاذ الجفري بأن الهدف منها لن يكون خدمة الفكر الإسلامي ومعطياته.. أو الترابط العربي الأصيل.. وإنما الهدف من هذه الندوة لفت نظر المتلقي العربي الناشئ للفكر المخالف للفكر الإسلامي.. والمناقض للتراث العربي…!! ولن يكون لها أيضاً هدف تجار لأن دار النشر التي ستقوم بإصدار فاعليات هذه الندوة.. وتوزيعها في البلاد العربية أو تسويقها لابد وأن تكون قد قبضت مقابل هذا الإصدار..

    ومن البديهيان نتصور أن تكون تكاليف تنظيم هذه الندوة ودفع أجور وإقامة المشاركين فيها على حساب جهة غير فردية.. ولكن البلية يا أخي تتضاعف وتصبح ألماً يحز في نفس كل مواطن عربي شريف إذا كانت هذه التكاليف مدفوعة من إخوان الصفاء في البلاد العربية..!!