الخبر الذي أعلنه الدكتور عبد الوهاب عطار باعتماد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد حفظه الله فتح معاهد علمية في كل من جدة وبريدة والدمام .. خطوة مفيدة واتجاه سليم في نظام التعليم في المملكة ..!!
ومعاهد التعليم الفني .. أو ما یسمی بالغرب (البولي تکنيك) نظام مطبق في البلاد المتقدمة صناعياً .. وقد ثبت نجاحه وفائدته للحياة الاقتصادية .. والصناعية فيها ..!!
الدراسات فيه للتخصصات العلمية والفنية .. والمتفوقون في هذا المجال غالباً ما تختارهم الجامعات .. للدراسات المتنوعة .. كما أن هناك تعاوناً بين الكليات العلمية في الجامعات وهذه المعاهد ..!!
وأعتقد بأن شبابنا سيتجهون للدراسة في هذه بدلاً من التهافت على الكليات النظرية التي يتوقع في المستقبل أن يكون هناك تضخم في المتخرجين منها يزيد عن احتياجات القطاع الوظيفي في الحكومة ..!!
وإذا كان الشيء .. بالشيء يذكر فقد قرأت في إحدى الصحف خبراً مفاده .. أن خبـراء التعليم في الولايات المتحدة واليابان قد أجروا دراسات ميدانية لمعرفة مدى كفاءة نظم التعليم في کلا البلدين .. وتأثيره في الاقتصاد .. وقد ثبت تفوق النظم التعليمية في اليابان على مثيلاتها في الولايات المتحدة .. وأكد هؤلاء الخبراء بأن نجاح اليابان الاقتصادي يعود لفعالية نظم التعليم فيها وحرص اليابانيين على تنمية الميول والمواهب الإبداعية عند الطفل منذ المرحلة الابتدائية .. كما ثبت أن إخلاص المدرس الياباني في عمله وشعوره الوطن له دور كبير في نجاح وفعالية النظم والمناهج التعليمية في اليابان ..!!
فهل يتحقق في بلدنا هذا الإخلاص من قبل المدرسين ؟؟
ولماذا لا نستفيد من نظم اليابان التعليمية؟ ؟
الوازع .. والرادع .. والقدوة ..!!
إخلاص الموظف الحكومي في عمله واجب وطني .. بل هو فرض يحث الدين الإسلامي عليه ..!! ولا شك أن ما یثلج الصدر ويفرحه .. وجود الموظف الحكومي الذي يقدر المسئولية الوظيفية ويحرص على إنهاء المعاملات التي في عهدته بوازع من الضمير ..!!
ولست متشائماً من الوضع في بلدي .. ولا أعتقد بأن لدينا والحمد لله تعقيدات روتينية مثل التي نعرفها سائدة في بعض البلاد النامية ..!! ولكني أفتقد ما كان عليه الحال عندنا في الدوائر الحكومية في الماضي سواء في مكة المكرمة أو الرياض التي عشت فيهما .. أجد تعاوناً من الموظف الحكومي وتفانياً في إنهاء المعاملة بدافع الشهامة ومحبة العمل .. ولكني أفتقد هذه الروح – مع الأسف – في الوقت الحاضر ..!!
قلت هذا لصديق مسؤول عن مرفق حكومي له علاقة بالجمهور فأید ملاحظتي .. ولكنه قال يا سيدي لا تعجب ..!! فالموظف الشاب حالياً لا يعجبه العجب .. ثم لا تنس بأن الحياة قد تغيرت عما كانت عليه في السابق بسبب سيطرة المادة على النفوس ..!!
قلت له أن سيطرة المادة موجودة في بلاد الغرب .. ولکني قد شاهدت بأن الموظف هناك يتعامل مع وظيفته .. ومع الجمهور بإخلاص ومسئولية ومواطنة حقة ..!!
قال العقلية هناك تختلف .. فالمواطن لا يخضع لتأثير المادة لأن عقله لا يقر ذلك .. أما عندنا فالنفوس تخضع لبريقها..!!
قلت له وما هو الفرق ..؟؟
قال الفرق في الوازع .. والرادع .. والقدوة ..!!
أيه يا خناس ..!!
أیه يا خناس ..!! عبارة تعجب .. قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم للشاعرة العربية المسلمة (الخنساء) أم الشهداء..
والكاتبة الأديبة الأخت (سهيلة زین العابدين حماد) التي تناولت في ملحق جريدة الندوة الثقافي الأدبي .. فكر توفيق الحكيم تحت مجهر التصور الإسلامي .. توحي بوثبة فكرية نسائية تثير الإعجاب ..!! وبوعي صادق مدرك لخطورة الطروحات الفكرية المشبوهة .. والمناهج التي تتعارض مع العقيدة الإسلامية وأصالة التراث .. بدعوى المعاصرة والحداثة ..!! وأن القارئ ليحي فيها هذا الشعور بالمسئولية للدفاع عن الدين .. والقيم الروحية في الإسلام .. والتراث العربي الأصيل ..!!
حقاً إن هذه الكاتبة العظيمة .. بعظمة ما تدعو إليه وتعتقده .. وتناضل من أجله .. وحكيمة في وعيها وتصديها لدعاة الانحراف الفكري في العالم العربي و في آخر حلقة لها في جريدة الندوة قالت بأنها ستتوقف لمعاودة الكتابة فيما بدأته .. وفقها الله ..!!
وحبذا لو أصدرت في كتاب مجموعة الحلقات الدراسية الهادفة .. التي نشرتها ..!!
حبذا أو أن المسئولين عن التعليم في المملكة يقررون تدريسه للطلاب والطالبات في المرحلة الثانوية ضمن مادة الثقافة الإسلامية ..!! لأن الشباب العربي مستهدف في وقتنا الحاضر .. بالطروحات والأفكار التي تناولتها وانتقدتها في كتاباتها .. والتي بعضها يتعارض مع العقيدة ..
وبعضها يتعارض مع التراث العربي الأصيل بدعوى المعاصرة .. والحداثة كما أسلفت ..!!
فما يكتبه الذين ذكرتهم أو يدعون إليه ليس الهدف منه تطوير العقل العربي كما يدعون .. وإنما الهدف منه الوصول إلى مستوى عقلي للأجيال العربية .. يتقبل رفض العقيدة كما حدث في الشعوب الغربية في بداية القرن العشرين ..!!
فالمعاصرة .. والحداثة لم تتناول في العالم العربي تحديث وتطوير العلوم المفيدة للإنسان .. أو تطوير المناهج العلمية في الاقتصاد و العلوم مثلاً .. وإنما تركزت في طروحات نظرية تستهدف اللغة العربية .. والتراث الإسلامي أو القيم الروحية التي يدعو إليها الإسلام .. والتباکی على حرية الرأي من قبل هؤلاء .. ليس القصد منه إظهار الحق وتأييده .. بل القصد منه نشر الأفكار الهدامة .. والله المستعان !!