تخطى إلى المحتوى

ليت للعرب عقلية يابانية

    هناك من يرى أن أقصى ما توصلت إليه البعثات الدراسية العربية التي ذهبت للغرب هو التأثر بعلوم نظريه.. أو معرفة استشراقية.. أو الاهتمام بعادات وتقاليد غربيه دون أن تهتم باكتساب علوم تطبيقيه مفيدة لحياة الإنسان.. كما فعلت البعثات الدراسية اليابانية التي ذهبت للغرب.. ونقلت منه العلوم التطبيقية في ذلك الوقت.. وأن البعثات الدراسية العربية في العصر الحديث لا تزال غير مهتمة بالعلوم التطبيقية قدر اهتمامها بالعلوم النظرية..!! فهل معنى ذلك أن العقل العربي غير قادر على استيعاب العلوم التطبيقية أم أن هناك أسباباً أخرى تحول دون ذلك..؟!

    لا جدال في أن الشعوب العربية التي كانت خاضعه للاستعمار منذ الحرب العالمية الأولى كانت لا تستطيع تحقيق تقدم علمي أو الحصول على ثقافه علميه لأن الصهيونية العالمية في ذلك الوقت والمستعمر نفسه لا يريد كل منهما قيام منشئات علميه في البلاد العربية بل أن سياسة التعليم في أغلب البلدان العربية كانت تخضع لسلطه مستشارين أجانب..!!

    والدارس للحياة الثقافية العربية منذ ما يسمى بعصر النهضة حتى اليوم.. يجد أنها مرت بمراحل متعددة.. مرحل تأسيس هامشيه على يد رفاعه الطهطاوي ورفاقه ومن ذهب بعدة للدراسة في الغرب.. أعقبتها مرحله كانت متأثرة بأفكار (قوميه سياسية نتج عنها انهيار الدولة العثمانية.. وفي مطلع الخمسينات مرت بمرحله سيطرت فيها المبادئ (الأيديولوجية) والشعارات السياسية.. وهذه المرحلة أيضاً لم تحقق ثقافه علميه أو تقدماً علمياً تطبيقياً.. بل نتج عنها انتكاسات لما تحقق من منشئات علميه.. وإحباطات أثرت في نفسية الجيل العربي المعاصر (جيل الرفض) أي أن الثقافة العربية نظريه.. وليست علميه حتى الآن.. فمتى يتحقق للشعوب العربية عقليه يابانية؟!