وأعملوا – رعاكم الله- إن أفظع المظالم كلها.. ظلم المرء لنفسه.. وإن أكره القيود.. قيد تصنعه الأوهام للإرادة.. وأشد السجون وحشه وعذاباً سجن تبنيه للقلب والعقل أيدي الخوف والكذب والرياء ..!!
حرروا أنفسكم. يتحرر الوطن…!
وحدوا الكلمة يتوحد الوطن ويستقر المواطن..!!
اعتقوا عقولكم من القيود تعتز الأمة وتسترد كرامتها.. فتقف على صغرها سامده الرأي بين الأمم..!!
بهذه العبارات الصادقة الداعية للتأخي والتعايش بين الطوائف اللبنانية.. ختم الأديب اللبناني المعروف (أمين نخله) محاضرته التي ألقاها عام 1931 ميلادية في جمعية التضامن الأدبي في بيروت….!!
ويتعجب المرء حقاً أن يكون بلد جميل مثل لبنان في جمال طبيعته.. وطموح شعبه.. وثقافة أبنائه.. وذكاء سياسته.. أن يكون ميداناً للحروب والدمار والصراع الطائفي البغيض.. بسبب الخوف من شيء يجسده الوهم والخيال..!! وهو الخوف من ابتلاع المحيط العربي الإسلامي لهذا البلد.. وأهله على الرغم من استقلاله. والاعتراف العربي والدولي بسيادته..!!
فالمسيحية قد عاشت في هذه المنطقة في ظل الحكم الإسلامي قرونا طويله.. ولو لم يكن الدين الإسلامي متسامحاً مع كل الأديان.. وداعياً لكرامة الإنسان.. لأنه دين محبه وتسامح.. لما بقي في هذه المنطقة شخص يدين بغير الإسلام..!!
وعلاوة على هذه الحقيقة.. فإن الذين يتملكهم هذا الخوف أو الوهم. الأكثرية الساحقة منهم أصولهم عربية فهم غساسنة أو لخميون ولكنهم ينخدعون بشعارات الانعزالية!! وقد عشت فترة من حياتي في هذا البلد الجميل.. فعرفته وتعرفت عل نقطة ضعفه!! ضعف لم يكن من صنع يده يقدر ما هو من صنع أعدائه وحاسديه على ازدهاره الاقتصادي وتعايش أبنائه واستقراره و انفتاحه..!!
حقاً إن أكره القيود قيد تصنعه الأوهام للإرادة الحرة لتنفعل به العاطفة العمياء وأشد السجون وحشه وعذاباً سجن تبنيه للقلب والعقل أيدي الخوف والكذب لتحطيم شعب أصيل في بلد جميل..!!