النقد الأدبي في اللغة العربية .. لا شك أنه قد مر بمراحل متعددة منذ عصور قديمة .. ويخطئ من يظن أن النقد الأدبي في اللغة العربية .. كما يقول الدكتور طه حسين – لم يعرف عند العرب إلا بعد انفتاح الثقافة العربية على الثقافة الإغريقية وترجمة كتابي الشعر والنثر لأرسطو.
فالنقد الأدبي معروف عند العرب في الجاهلية فقد كانوا يطرحون مفاهيمه في سوق عكاظ وغيره .. وأن لم يدونوه في الكتب..!!
فالدكتور طه حسين ينطلق من نظريه استشراقية ليست أمينه .. وتبالغ في نزعة التزييف والتضليل .. وتحاول التأثير في عقلية المتلقي بحقائق تاريخية معروفة .. ولكنها لا تقدم حجه تؤيد هذه النظرية في الواقع .. كقوله مثلاً بأن علم البلاغة والبيان لم يعرفه الأدب العربي إلا بعد ترجمة هذين الكتابين إلى العربي على يد إبن قدامه في العصر العباسي ..!! وإن من كتب في هذه المعرفة – أي علم البلاغة والبيان – هم من أصول غير عربية ..!! أنظر مقدمته لكتاب نقد النثر لابن قدامه الذي حققه الأستاذ عبد الحميد العبادي في مصر عاد 1931..!!
فالنقد الأدبي فن أو معرفه قديمة عند الشعوب العربية..
وهناك من يدعي حالياً بتأثر استشراقيا واستغراب حديث أيضاً أن النقد الأدبي في اللغة العربية كان نقداً لغوياً لا فنياً يعتمد على معارف نظرية أو مناهج علمية حديثة .. وهو أو سفسطة كلامية من يقول بها ليس لديه خلفية ثقافية عن تاريخ الأدب العربي .. وإن كان لديه شيء منها فهو ينطلق من نظره انتقائية سطحية مغرضه تهدف لإلباس الحق بالباطل..!!
فالمصادر الأدبية في اللغة العربية زاخرة بعلوم ومعارف لسانيه .. ولغوية ونصوصية وبلاغية سبقت تلك المذاهب والمناهج الحديثة المعروفة في الغرب ومن يدعي فقر الأدب العربي أو تخلفه عن تلك المناهج والمذاهب الحديثة أشخاص يريدون تهميش اللغة العربية وانحلالها بدعوى المعرفة والانقلاب الثقافي والمعرفي.